دیوان الشریف الرضی

الشریف الرضی d. 406 AH
179

دیوان الشریف الرضی

ديوان الشريف الرضي

اصناف

شاعری

فلما أضاء الصبح لاح لعينها # دم بين أيدي الضاريات صبيب

كوجدي وقد عرى الشباب جواده، # وغير لون العارضين مشيب

ولكنها الأيام، أما قليبها # فمكد، وأما برقها فخلوب (1)

إذا ما بدأن الأمر أفسدن عقبه، # وعفى على إحسانهن ذنوب

فلله دري يوم أنعت قولة # لها في رءوس السامعين دبيب

ولله دري يوم أركب همة # إلى كل أرض أغتدي وأءوب

وكم ممه جاذبت بالسير عرضه، # وغالبته بالعزم، وهو غلوب

وليل رأيت الصبح في أخرياته، # كما انسل من سر النجاد قضيب (2)

سريت به أوفي على كل ربوة، # وليس سوى نجم علي رقيب

وأزرق ماء قد سلبت جمامه، # يعوم الشوى في غمره ويغيب (3)

وهاجرة فللت بالسير حدها، # ولا ظل إلا ذابل ونجيب (4)

ويوم بلا ضوء يترجم نقعه # عن الروع والإصباح فيه مريب

حبست به قلبا جريا على الردى، # وقد رجفت تحت الصدور قلوب

وطعنة رمح قد خرطت نجيعها، # كما ماج فرغ في الإناء ذنوب (5)

وضربة سيف قد تركت مبينة، # وحاملها عمر الزمان معيب

وألأم مصحوب قذفت إخاءه، # كما قذف الماء المريض شروب

ومن كان ما فوق النجوم طلابه # أمل عناء قلبه ودءوب

نظرت إلى الدنيا بعين مريضة، # وما لي من داء الرجاء طبيب

صفحہ 183