محمد بن عمير بن عطارد، فسقاه وكساه، وقال له: إن سألك الأمير عن جرير والفرزدق ففضل الفرزدق. فاجتمعوا عند بشر، فقال بشر: يا أخطل، أي الرجلين أشعر؟ فقال: أما الفرزدق فينحت من صخر، وأما جرير فيغرف من بحر. فقال جرير: اقذف الصخرة في البحر تغرق. فكان هذا سبب الشر بينهما، فقال:
يا ذا العباءة إن بشرًا قد قضى ... أن لا تجوز شهادة السكران
٥٩ قد كان في جيف بدجلة حرِّقت ... أو في الذين على الرَّحوب شغول
٦٠ وكأن عافية النسور عليهم ... حج بأسفل ذي المجاز نزول
العافية: الغاشية التي تغشى لحومهم. وذو المجاز: كان موسمًا من مواسم العرب عظيمًا، كان عكاظ. وذو المجاز ومجنة من أعظم أسواق العرب.
٦١ أهلكت قومك إذ حضضت عليهم ... ثم انتهيت وفي العدو ذحول
٦٢ قبِّحت موتورًا وطالب دمنة ... بالحضر تشرب تارة وتبول
الدمنة: الذَّحل وكذلك الميرة والسخيمة والحسينة والحسيكة والضب والوغم والوغر واحد.
٦٣ وشربت بعد أبي ظهير وابنه ... سكر الدِّنان كأن أنفك ثيل
1 / 104