وغداة زار شقيقها ... كانت ارق من المدامه
حيته حين أتى وقالت ... حين عاد مع السلامه
سلم على تقوى وزادت ... دفء نبرتها رخامه
فنوى تصيدها غدا ... او بعد ولتقم القيامه
واختار حلته ونمق ... فوق جبهته العمامه
وأتى يغني ((يا عروس الروض )) أو يا ريم رامه
أو يشرئب كظامىء ... بيديه يعتصر الغمامه
حتى دنى من دارها ... حيته آيات الفخامه
من هنا ؟ خرجوا أتدري ... عاد خالي من تهامه
كيف العيال ؟ وأين أختي ؟ عند عمتها كرامه
ودعته ضحكتها فهم ... وعاده خور ((النعامه))
ودنت كأجنى كرمة ... تلهو بنهديها أمامه
واراد فاستحيا على ... شفتيه مشروع ابتسامه
سوف تذكرين
ذات يوم ستذكرين ارتجافي ... بين كفسك وانهيال اعترافي
وسؤالي من ذا هنا وارتياعي ... من سؤالي وخشيتي ان تخافي
واقترابي حتى شمعت وعودي ... بأسى جبئتي وهزء انصرافي
وورائي ذكرى تعض يديها ... وامامي طيف كوحش خرافي
من رآني من أين جئت وأمضى ... كالصدا كاغتراب ريح الفيافي
أي جذلى رجعت عنها ومنها ... واليها جنازتي وزفافي
والذي كان منزلي قبل حين ... جثته فاستحال منفى المنافي
***
انما سوف تذكرين وقوفي ... بين كفيك أجتدي أو أصافي
ذات يوم سترحمين احترافي ... بعدما ذبت واعتصرت جفافي
وتقولين كان عصفور حب ... ظامئا كيف عز عنه ارتشافي
كان يأتي والجوع يشوي يديه ... وعلى وجهه اصفرار القوافي
واختلاجاته تسلي غروري ... وانكساراته تحت انعطافي
كان يقتاده عبيري فيدنو ... ثم يثنيه ضعفه عن قطافي
***
وتعودين تذكرين التماسي ... ورجوعي وكيف كنت أوافي
وتودين لو بذلت ولكن ... عند ان تجدبي وارضى عفافي
نحن أعداؤنا
لأنا رضعنا حليب الخنوع ... تقمصنا من صبانا الخضوع
فجعنا ليكتظ جلادنا ... ويطفى ، وننسى بأنا نجوع
وحين شعرنا بنهش الذئاب ... شددنا على الجرح نار الدموع
ورحنا نجيد سباب الدجى ... ولم ندر كيف نضيء الشموع نفور وتطفئنا تفلة ... فتمتص إطفاءنا في خشوع
صفحہ 144