دیوان عبداللہ البردونی

عبد الله بردوني d. 1420 AH
137

دیوان عبداللہ البردونی

ديوان عبدالله البردوني

اصناف

ماذا هنا اليوم ، يا دنيا ؟ هنا يمن ... طفل ، على شفتيه يبسم الظفر

هذا النشور ، أو الميلاد ، مد فما ... الى الأعالي ، فدلى نهده القمر

مضى ، وكل طريق تحت موكبه ... شدو ، وكل حصاه حوله ، وتر

***

وذات يوم ، ربيعي الضحى ، نبحت ... (صنوان) عاصفة تعوي وتنفجر

من ذا أهاج رماد الأمس ، فاشتعلت ... في أعين الريح ، من ذراته ، شرر

أهذه الحرب ، يا تأريخ ، كيف ترى ... من خلف (جنات عدن) أومأت (سقر)

ومر عام ، جحيمي ، روائحه ... دم ، بحشرجة البترول ، متزر

ودب ثان ، خريفي المدى ، قلق ... يفني ، ويفنى ، ويحيا ، وهو ينتحر

وطال كالسهد ، حتى انهد في دمه ... تثأبت من بقايا وجهه ، الحفر

وغاب خلف الشظايا ، فابتدت سنة ... تعبىء النار ، ثدييها وتعتصر

فأجهد الموت شدقيه وقبضته ... فى تجلمد في أنيابه الضجر

وقال كل نهار : لن تنال بد ... من ثورة ، مات في ميلادها ، الخطر

ليلة خائف

كانت قناديل المدينة ... كالشرايين ، النوازف

والجو يلهث ، كالداخن ... فوق أكتاف العواصف

وهناك مذعور ، بلا ... حان على الأشواك عاكف

كالطائر المجروح ، في ... عش ، بأيدي الريح واجف

السقف ينذره ، ويصمت ... أو يوسوس ، كالزواحف

والظل ، يلمحه ، وفي .. ... عينيه ، تحترق الهواتف

والباب ، يلغظ ، بالوعيد ... وينتفي ، أعمق الرواجف

ماذا هناك ؟ وراعه ... شيء ، كلعلعة القذائف !

فأحس أفواج (التتار) ... طوائفا ، تتلو طوائف

ورأى النوافذ أعينا ... كالجمر ، مطفأة العواطف

أين المفر ؟ وهم ، واستأنى ... وأحجم ، نصف تالف

فيفر ، وهو مسمر ... والبيت ، يهرب وهو واقف

ومضت نجوم مطفأت ... وانثنت ، أخرى كواسف

فروت اليه الريح ، خفقة ... معزف ونحيب عازف

وعلى اختناق لهائه ... ضحى ، بصوت غير آسف

وهنا ، تحدى الرعب ، أو ... داراه ، أو ألف المخاوف فهمى على عينيه إغفاء ، ... كأسحار المصائف

صفحہ 138