ماذا هنا اليوم ، يا دنيا ؟ هنا يمن ... طفل ، على شفتيه يبسم الظفر
هذا النشور ، أو الميلاد ، مد فما ... الى الأعالي ، فدلى نهده القمر
مضى ، وكل طريق تحت موكبه ... شدو ، وكل حصاه حوله ، وتر
***
وذات يوم ، ربيعي الضحى ، نبحت ... (صنوان) عاصفة تعوي وتنفجر
من ذا أهاج رماد الأمس ، فاشتعلت ... في أعين الريح ، من ذراته ، شرر
أهذه الحرب ، يا تأريخ ، كيف ترى ... من خلف (جنات عدن) أومأت (سقر)
ومر عام ، جحيمي ، روائحه ... دم ، بحشرجة البترول ، متزر
ودب ثان ، خريفي المدى ، قلق ... يفني ، ويفنى ، ويحيا ، وهو ينتحر
وطال كالسهد ، حتى انهد في دمه ... تثأبت من بقايا وجهه ، الحفر
وغاب خلف الشظايا ، فابتدت سنة ... تعبىء النار ، ثدييها وتعتصر
فأجهد الموت شدقيه وقبضته ... فى تجلمد في أنيابه الضجر
وقال كل نهار : لن تنال بد ... من ثورة ، مات في ميلادها ، الخطر
ليلة خائف
كانت قناديل المدينة ... كالشرايين ، النوازف
والجو يلهث ، كالداخن ... فوق أكتاف العواصف
وهناك مذعور ، بلا ... حان على الأشواك عاكف
كالطائر المجروح ، في ... عش ، بأيدي الريح واجف
السقف ينذره ، ويصمت ... أو يوسوس ، كالزواحف
والظل ، يلمحه ، وفي .. ... عينيه ، تحترق الهواتف
والباب ، يلغظ ، بالوعيد ... وينتفي ، أعمق الرواجف
ماذا هناك ؟ وراعه ... شيء ، كلعلعة القذائف !
فأحس أفواج (التتار) ... طوائفا ، تتلو طوائف
ورأى النوافذ أعينا ... كالجمر ، مطفأة العواطف
أين المفر ؟ وهم ، واستأنى ... وأحجم ، نصف تالف
فيفر ، وهو مسمر ... والبيت ، يهرب وهو واقف
ومضت نجوم مطفأت ... وانثنت ، أخرى كواسف
فروت اليه الريح ، خفقة ... معزف ونحيب عازف
وعلى اختناق لهائه ... ضحى ، بصوت غير آسف
وهنا ، تحدى الرعب ، أو ... داراه ، أو ألف المخاوف فهمى على عينيه إغفاء ، ... كأسحار المصائف
صفحہ 138