لم تعد نهنأ ، ولا نأسى ، ذوت ... خضرة الانس ، خبت نار الترح
أو خبا الحس الذي كنا به ... نطعم الحزن ، ونشتم المرح
لم يعد شيء كما نألفه ... فعلام الحزن أو فيا الفرح؟!
*
دخلت (صنعاء) بابا ثانيا ... ليتها تدري ، إلى اين أفتتح
سياح الرماد
يريد ، ويمضي ، الى لا مراد ... يخوض إلى الوعد ، موج الرماد
ويرمي سفينته للحريق ... ةتنشد أهدابه : لا ارتداد
فيقذفه سفر حالم ... إلى سفر ، من رؤى (شهرزاد)
وتجتره من غيوم الصديد ... بلاد من الطيب ، في لا بلاد
يتم عليها اختلاج البروق ... فتمتد عيناه ، في .. لا امتداد
فتبصقه الريح ، من كل فج ... وتمضغ في مقلتيه .. العتاد
وتسأله : هل يعود الى ... مصيف رباه ، ودفىء الوهاد ؟
فيسألها : هل له منزل ... على شرفتيه ، انتظار المعاد
فتخبره : أن دنياه ريح ... ودرامة ، من طيوف السهاد
ضجيج فراغ ، يلوك صداه ... ويوهم شدقيه ، بالازدراد
ووديانه ، في ضياع الضياع ... وموعده ، رحلة (السندباد)
يغازل خلف امتداد الخيال ... مدى للفنون ، عليه احتشاد
سواعده ، سلم للشموس ... وأهدابه للثريا وساد
ذوائبه ، لجج من رحيق ... وأحضانه الخضر ، صيف جواد
لوافته ، من أغاني الطيوب ... وأبوابه ، أذرع ، من وداد
حنون الممرات ، جدرانه ... نجوم كسالى ، تدير الرقاد
كلمة كل نهار
كيف اشرأب (ظفار) وانتخى (صبر) ... يوم التقى الشعب ، والآمال ، والقدر
وكيف عاد (لصنعاء) العجوز ، صبا ... أطرى ، وأشمس ، في ارجائها السمر
وكيف يا (نقم) المولود ، كيف همت؟ ... أصداؤه الخضر ، حتى أورق الحجر
وكيف أنكرت يا (صرواح) كل صدى ... حتى تورد في أهدابك الخبر
وكان يوم نشور الشعب منتظرا ... وافى ، كما انهل في ميعاده المطر
أطل ، فاحتضنته كل رابية ... وبشر الوادي الممتد ،منحدر
وسار ، والفجر في كفيه ألوية ... ومن جراح الضحايا ، خلفه ، سحر
فهنأت جارة أخرى ، وهنأها ... جار ، وزغردت الشرفات والجدار وها هنا غمغم التأريخ : أين أنا ؟ ... من قائد الزحف ، سيف الله أو عمر ؟
صفحہ 137