فتشتم أمس المسجى ، يعود ... وتجتره من رماد المنايا
وتنتظر الزائرين كأم ... تراقب عود بنيها الضحايا
فلا طيف حب يشق اليها ... سعال الكوى أو فحيح الزوايا
وكان يمد المساء النجوم ... اليها معبأة بالهدايا
وتنئد الشمس قبل الغروب ... توشي رؤاها ، بأزهى الخبايا
ويجثو الصباح مليا يرش ... شبابيكها ، بأرق التحايا
وتحمل عن هج أسمارها ... رياح الدجى هودجا من حكايا
وكانت كما يخبر الذاكرون ... أبض الغواني ، وأطرى مزايا
وأنظر من صاحبات (السمو) ... ولكنها بنت أشقى الرعايا
تهادت من الريف عام الجراد ... تعاطي المقاصير أحلى الخطايا
وفي بدء (نيسان) حث الخريف ... اليها من الريح أمضى المطايا
فشظى كؤوس الهوى في يديها ... وخبأ في رئتيها الشظايا
وخلف منها بقايا الأنين ... وعاد ، فأنهى بقايا البقايا
لا اكتراث
روية ، أو حطمي في كفه القدحا ... فلم يعد ينتشي ، أو يطعم الترحا
لا ، لم يحس ارتواء ، أو يجد ظمأ ... أو يبتهج ، إن غدت أحلامه منحا
سدى ، تمنين من ماتت رغائبه ... من طول ما أغتبق (القطران) واصطبحا
فعاد ، لا يرتجي ظلا ولا شجرا ... ولا يراقب وعدا ، جد أو مزحا
إذا اشتهى اقتات شلوا من تذكره ... وامتص ما خط في رمل الهوى ومحا
كالطيف يحيا بلا شوق ، ولا حلم ... ولا انتظار رجاء ، ضن أو سمحا
ينقر السهد عن ميعاد أغنية ... كطائر جائع ، عن سربه نزحا
وينزوي ، كضريح يستعيد صدى ... يبكي ويهزج (لا حزنا ولا فرحا)
لا تسألي : لم يعد من تعرفين هنا ... ولى وخلف من أنقاضه شبحا
آسي بقايا ، أو شظي بقيته ... للريح ، لم يدر من آسى ومن جرحا
رائد الفراغ
طاو ، يريد بلا اراده ... ظمآن ، يجترع اتقاده
هيمان ، تركض فيه أشواق ... الجنين ، إلى الولاده
فيفتش الأطياف ، عن ايماء ... قرط أو قلاده
عن وعد باذلة تجود ... فيستزيد ألي الزياده لفتاتها لحن، تتوق اليه ... أخيلة الأجاده
صفحہ 125