فمد كفا خجولا ، وانحنى فرنا ... من وجهها الموعد المجهول والصلف
وكان يرنو ، وجوع الأربعين على ... ذبول خديه يستجدي ويرتجف
وقال ما ليس يدري فادعت غضبا : ... من خلتني ؟ قل لغيري : انني كلف
وأعرضت واستدرات : كيف شارعنا ؟ ... حلو .. أما ساكنوه السوء والحشف؟
(فلانه) لم تدع عرضا و(ذاك) فتى ... يغوي ويكذب في ميعاده الحلف
من ذلك اليوم يوم (الهر) كان له ... عمر ومتجه غض ومنصرف
واخضر قدامه عش تدلله ... على رفيف الدوالي روضة أنف
أجنت له أيها يدعو مجاعته ؟ ... وأي افنانها يحسو ويقتطف ؟
ومر عهد كعمر الحلم يرقبه ... متى يعود يمنيه ويختلف ؟
وكان فيه كمولود على رغد ... أنهى رضاعته التشريد والشطف
كانت له ويقص الذكريات على ... طيف ، يقابل عينيه وينحرف
واليوم في القرية الجوعى يضيعه ... درب ، ودرب من الأشواك يختطف
يسيح كالريح في الأحياء يلفظه ... تيه ، ويسخر من تصويبه الهدف
نهاية حسناء ريفية
كما تذبل الداليات الصبايا ... ذرت في سخاء المنى والعطايا
وكالثلج فوق احتضار الطيور ... تراخت على مقلتها العشايا
وكابن سبيل جثت وحدها ... تهدج خلف الضياع الشكايا
وتسعل في صدرها أمسيات ... من الطين ، تبصق ذوب الحنايا
ويوما أشار أخوها القتيل : ... تعالى تشهت يديك يدايا
فناحت كبنت مليك غدت ... بأيدي ( التتار ) أذل السبايا
أهاذي أنا ؟ وتعيد السؤال ... وتبحث عن وجهها في المرايا
اما كان ملء قميصي الربيع ؟ ... فأين أنا ؟في قميصي سوايا
وفر سؤال خجول تلاه ... سؤال ، على شفتيها تعايا
وأين الفراش الذي امتصني ... أيرئي هشيم الغصون العرايا
وذات مساء تمطى السكون ... كباغ يهم بأدهى القضايا
وأقعى يهز الجدار ... أكفا من الشوك خرس النوايا
وفي الصبح أهدت لها جارتان ... غبيا رضي الرقى والسجايا يفض الكتاب ويشوي البخور ... ويستل ما في قرار الحفايا
صفحہ 124