============================================================
فاضرف الخاطر عن ظاهرها وأطلب الباطن حتى تغلما(1) وإن كان الشيخ الأكبر قد أسهب فى هذه الأبيات وأطال ، كعادته دوما، فان ما أراد قوله هنا قد ورد فى بيت شعرى مفرد يتداوله الصوفية ، يقول : عباراتنا شتى وخسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير(2) والخاصية التانية فى الشعر الصوفى ، تبدو فى هذا القدر من التهويل والمبالغة اللذين نجدهما فى الأبيات التى يعبر فيها الصوفى عن الأحوال غير العادية التى يعايشها ، والأمواج العالية من الأنوار التى يعاينها ، وتظهر تلك الخاصية بأوضح ما يكون ، حين يحكى الشاعر الصوفى عن محبته وما يلاقى فيها من وجد وشوق واحتراق: وطوفان نوح عند نوجى كأذمعى وايقاد نيران الخليل كلوعتى فلولا زفيرى أغرقتنى أتمى . ولولا تموعى أخرقتنى زفرتى وخزنى مايعقوب بث أقله وكل بلا أيوب بعض بلئتى(2) ومن هذه المبالغة ، ما نجده فى تلك الرباعية الصوفية التى كان الشبلى والجنيد كثيرا ما يستتشدان المنشدين إياها فى مجالس السماع (1] ابن عربى : ذخانر الاعلاق شرح ترجمان الاشواق (نشرة محمد الكردى - القاهرة بدون تاريخ) ص15 2] التابلسى : المعارف الفييية شرح العينية الجيلية (ملحق بالنص المعقق اللقصيدة) 179 ] ابن الفارض : الديوان ص 86 776.6
صفحہ 9