============================================================
ديوان الجيلانى الصوفى(1) - والتى لا تخرج عن الاطار العام لتهاويل الشعر الصوفى : فلو أن لى فى كل يوم وليلة ثمانين بخرا من دمتوع تدفق لأفنيتها حتى ابتدات بغيرها وهذا قليل للفتى حين يعشق أهيم به ختى الممات لشقوتى وحولى من الحب المبرح خندق وفوقى سخاب يمطر الشوق والهوى وتختى غيون للهوى تتدفق(2 وعلى هذه المحبة، يجعل الصوفية من الموت عنوانا فيكثرون فى شعرهم من ذكر موت المحبين عشقا، قاصدين الموت فى مفهومه الصوف - إماتة تعلقات النفس وفى مفهومه العام، ومن هنا قال ذو التون المصرى فى مطلع إحدى قائده: أموت وما ماتت إليك صبابتى ولا قضيث من صلق حبك أوطارى (3) ولاقتراب الطائفتين فى هذا الموضوع ، فقد أعجب الصوفية دوما بالعذريين من الشعراء وتمثلوا فى شرح أحوالهم بأبيات الشعر العذرى التى تفيض رقة وتدوب حبا، خاصة أن الشعر العذرى تندر فيه الصور الحسية الفجة، التى تدر أيضا فى شعر الصوفية اللهم إلا ما نجده عند عبد الغنى النابلسى، مجالس السماع، عبارة عن اجتماع صوفى حول منشد لاشعار القوم، وهى من مظاهر التصوف الباقية إلى اليوم ابو نعيم: حلية الاولياء وطبقات الاصفياء (دار الكتاب العربى بيروت)، الجزء العاشر السلمى: طبقات الصوفية ص 11 777.016
صفحہ 10