============================================================
منهج التحقيق وقد اهتمما بالإشارة الى هذه النقطة ، لما تتيره أحيانا من فهم خاطىء عند البعض، فتجد من يقرأ عبارة جعفر الخلدى (1) الشهيرة: " عندى مائة ونيف وثلاتون ديوانا من دواوين الصوفية "() فيظن آن المراد هو الشعر وحده فيقول إن هذه العبارة المنقولة من الخلدى " ينبفى التحفظ فى تناولها، لما فيها من المبالغة "(3) والحقيقة فإن مراد الخلدى من كلمة " ديوان هو المعنى الذى أوددناه فى التعريف السابق، فقد كان الرجل يحتفظ بهذا القدر من المجلدات التى تحوى أخبار وأقوال وأشعار الصوفية وأحوالهم. ومن هنا نفهم ما يرويه السلمى حين يقول: " حين قال الخلدى هذه العبارة، قيل له: هل عندك من كتب الترمذى شىء : فقال : ما عددته من الصوفية (4) بهذا ننتهى الى القول بان المراد بالديوان هو مجموعة آتار الواحد من الأعلام، أو بعض هذه الآثار، سواء كانت شعرا أو تترا فيكون للامام الجيلانى- بالاضافة الى مؤلفاته المعروفة - هذا الديوان الذى تنقدمه اليوم و قد تم اختيار وجمع وتحقيق مشتملات الديوان من جملة ما وجدناه منسوبا للامام الجيلانى وهو قدر وافر من القصائد والمقالات . إذ ظل الامام يتكلم على التاس ببفداد أربعين سنه (5)، كان فيها يلقى مواعظه وعباراته الرمزية، كما كان كثيرا ما ينشد الشعر. وكان التلامذة والمريدون يكتبون مجالس الامام بما فيها من لطائف العبارات ومتفرقات الأشعار، ولولا الكوارث التى تعرضت لها مكتبة المدرسة القادرية، بداية من سقوط بفداد بأيدى التتار هو ابو مد جهفر بن محمد ين نصير القواص القلدى، المتوف 248ه راجم ترجمته فى طبقات الصوفية ص 106 - حلية الاولياء 281/10 - تاريخ بغداد 1267- الرالة القشيرة ص 30 الاناب 16/5 - المنتقلم 2918- البداية والنهاية 23411 معبم البلدان 282/2- العبر 279/2 - امراة الجنان 2422 - طيقات الاولياء ص 170 - التيوم الزاهرة 2223- شذرات الذهب 3784 - سير اعلام النبلاء 871ه5 1) ابو عبد الرحمن السلمى طبقات الصوفية (طبعة دار الشعب) ص 106 (2) عدنان العوادى : الشعر الصوفى (دار الشنون التقافية بفداد 1986) ص 112 السلمى: طبقات الصوفية. ص 106 5) راجع التفاصيل القاصة بعجالس الامام الجيلانى بيمتنا عيدالقادر الجيلافى، باق الله الاشه 777.016
صفحہ 19