کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
241

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

يا بني : عجبت من رجل يريد أن يبلغ من الشرف ما قد أدرك أمثاله من قبله ، ويريد أن يتزين بما قد أقبح أمثاله من قبله ، ويريد أن يتحمل بالأمر الذي قد افتضح من عمل به ، ويريد أن يذكر بالخير ، والشر من خليقته ، ويريد أن يذكر بالمعروف ، والفحش من أمره ، ويريد أن يعد من أهل الصلاح ، وهو مفسد ، ويريد أن يتفقه وهو أعمى من قبله ، ويريد أن أن يعيب الرجال ، والعيب متلطخ به ، ويريد أن يذكر مع أهل الحق ، وهو مقيم في باطله ، وهو يظن أنه يقتدي بالهدى ، وهو جائر عن سبيله ، ويريد أن يحمد ، والذم محفوف به ، ويريد أن يعد من الأبرار، والفجور محيط به .

يا بني : إن من علامات المراء ، إذا تغيب فجر ، وإذا حضر تبزر ، وإذا أراد باطلا استتر ، وإذا فعل خيرا فجر ، وتكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان عنده أحد ، ويحرص أن يحمد على كل أمره .

يا بني : إن من علامات النفاق ، بهن يبين نفاقه :

توافق الدين علانيته ، وتخالف سريرته ، حسن قوله ، سيء فعله .

ومن علامات المذنب ، بهن تبين ذنوبه :

حسن وعده ، سيء تحوله ، مختلف أمره ، مختلط عقله .

ومن علامات الأحمق ، بهن يبين حمقه :

إن علم لم يتعلم ، وإن ترك غشم ، وإن قيل له لم يفقه ، وإن أساء لم يندم .

ومن علامات الفاسق ، بهن يبين فسقه :

إن قدر طغى ، وإن ذل بغى ، وإن ذل سعى إلى الفجور سعيا .

ومن علامات القنوط ، بهن يبين قنوطه :

سيء ظنه ، دائم ندمه ، كثير سخطه ، شديد حرصه .

ومن علامات الظالم ، بهن يبين ظلمه :

إن كان هو المظلوم سأل أن يعدل عليه ، وإن كان هو الظالم إذا دعى إلى العدل كره ذلك ، وإن كان له الحق استوفى ، وإن كان عليه الحق أنقصه .

وقوله في سورة المائدة :

(وتعاونوا على البر والتقوى) يعني : البر على الطاعة ( والتقوى ) يعني : على ترك المعصية .

( ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) يعني : على الظلم .

صفحہ 251