فلما صرفت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة اختصم اليهود والمسلمون في أمر القبلة , وفضلوا بيت المقدس على الكعبة , فأكذبهم الله , ونزل في السورة التي يذكر فيها آل عمران قال:{ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا }(آل عمران:96) يعني: إن أول مسجد وضع للناس المسلمين للذي ببكة مباركا. وغنما سمي ببكة لأن الناس يبك بعضهم بعضا في الطواف , ووضع بيت المقدس بعده بأربعين سنة أو ما شاء الله.
وبكة بين الجبلين , ومكة الحرم كله { مباركا } يعني : فيه البركة ومغفرة للذنوب لمن تاب، ولمن حجه أو اعتمره , وصلى فيه { وهدى للعالمين } يعني: هدى من الضلالة لمن صلى قبل الكعبة , للعالمين, يعني: المؤمنين .
قال: فمن صلى قبل بيت المقدس بعدما صرفت القبلة عنه فهو في ضلالة. ثم قال{ فيه }(آل عمران:الآية97) يعني: المسجد الحرام { آيات بينات } يعني: علامة واضحة{ مقام إبراهيم } يعني: أثر مقام إبراهيم خليل الرحمن .
قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }(البقرة:الآية125) يقول : صلوا عنده , والإمام يقوم خلفه , خلف المقام مستقبلا الكعبة والناس حوله .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"صلاة في مسجدي هذا -يعني بالمدينة-أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا ما فضل الله به المسجد الحرام".
قوله في السورة التي يذكر فيها الأعراف :{ قل أمر ربي بالقسط }(الأعراف:الآية29) يعني: بالعدل:{ وأقيموا وجوهكم } يعني: في الصلاة نحو الكعبة { عند كل مسجد } يعني: في بيعة أو كنيسة أو غيرها, فصلوا قبل في الكعبة{ وادعوه مخلصين له الدين } فأمرهم بالصلاة والسبيل والسنة.
وقال: الكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام , والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم , والحرم كله قبلة لأهل الأرض جميعا.
صفحہ 24