کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

ابو الحواری الاعمی d. 275 AH
15

کتاب الدرایہ وکنز الغنایہ ومنتہی الغایہ وبلوغ الکفایہ فی تفسیر خمسمائۃ آیہ

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

اصناف

6- تفسير آيات تغيير القبلة واستقبالها في الصلاة وبناء المساجد والذكر فيها

تفسير القبلة وما نسخ من قبلة بيت المقدس :

قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة :

{ ولله المشرق والمغرب }(البقرة:115) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم , لما هاجر إلى المدينة, أمره الله أن يصلي نحو بيت المقدس , لئلا يكذب به اليهود إذا صلى إلى قبلتهم , مع ما يجدون من نعته في التوراة , فصلى النبي واصحابه أول ما قدموا المدينة تسعة عشر شهرا نحو بيت المقدس , فخرج أناس من المسلمين قبل المشرق , ومنهم من صلى المغرب , ثم استبان لهم القبلة, فلما قدموا المدينة سألوا النبي عنذلك فنزلت فيهم { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } يعني: أينما تحولوا وجوهكم في الصلاة فثم وجه الله , { إن الله واسع عليم } .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: " وددت إن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها " يعني : قبلة آبائه إبراهيم وإسماعيل , فقال جبريل : إنما أنا عبد مثلك مأمور , فسل ربك ذلك , وصعد جبريل إلى السماء وجعل النبي يديم النظر إلى السماء , رجاء أن يأتيه جبريل بما سأل الله , فأتاه جبريل بما سأل , فصارت قبلة بيت المقدس منسوخة , نسختها هذه الآية { قد نرى تقلب وجهك في السماء)(البقرة:الآية144) } يديم نظرك إلى السماء , يعني :{ فلنولينك قبلة ترضاها } يعني: فلنحولنك قبلة ترضاها , يعني: الكعبة , لأنها أحب إليك من البيت المقدس , قال{ فول وجهك } يعني: فحول وجهك في الصلاة { شطر } يعني: تلقاء{ المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } يعني: تلقاءه.

صفحہ 23