دراسات فی المذاہب الادبیہ والاجتماعیہ
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
اصناف
وكنت قد علمت من الزهاوي نفسه أن له شعرا كثيرا لا ينشره، وأنه سيوصي بنشره بعد وفاته، وفارق القاهرة وهو يكرر لي حديثه عن الشعر المطوي الذي يعتقد أنه إذا نشر في يوم من الأيام فلن يتسع لنشره بلد غير القاهرة بين البلدان الشرقية.
وقد سمعت أخيرا أن كتابا ظهر في القاهرة باسم «الزهاوي وديوانه المفقود»، فاعتقدت لأول وهلة أنه هو مجموعة الشعر التي تحدث عنها الزهاوي إلى الأستاذ أكرم زعيتر ببغداد وأومأ بنبئها إلي في القاهرة، واطلعت على الكتاب لمؤلفه «هلال ناجي» فصدق ظني في موضوعه وإن كان المؤلف الأديب قد توسع في أبوابه، فتناول فيه مباحث شتى عن الزهاوي وما كتبه وما كتب عنه، غير ديوان «النزغات»، وهو اسم الديوان المفقود.
وحرص المؤلف على تحقيق نسبة «النزغات» إلى الزهاوي فاستقصى الشواهد والقرائن التي تدل على صحة هذه النسبة ... وكلها مقنعة - بل قاطعة - في إثبات نظم الشاعر لجملة القصائد والمقطوعات التي احتواها ديوان «النزغات»، كما تركه الزهاوي عند تسليمه إلى الأستاذ سلامة موسى، وعند انتقاله منه إلى الدكتور زكي أبو شادي بغير زيادة فيه، وهو مرقوم على الآلة الكاتبة غير مصحوب بالأصل المخطوط.
على أننا نستطيع أن نصحح نسبة النظم في هذا الديوان إلى الزهاوي من الدليل «الداخلي» في أسلوب الشاعر «النظمي» كما يقول النقاد، وأظهر ما في هذا الدليل «الداخلي» أن أبيات القصائد والمقطوعات تشتمل على كثير من ذلك الشد والفتل الذي يطوع به الشاعر كلماته لأوزان العروض.
فالشاعر الذي يقول:
عاش في الغاب القرد دهرا طويلا
قبل أن يلقى للرقي سبيلا
هو الشاعر الذي يقول في ديوان «النزغات»:
هذه الدنيا دار كل جزاء
وهو الذي يقول فيه:
نامعلوم صفحہ