283

دیباج ودی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

اصناف

بلاغت

(ويعصى الله): بمخالفة أمره، وارتكاب مناهيه، وظهور الجور في الأرض والفساد فيها.

(وترضون): بترك النكير بمجاهدة من أتى ذلك(1) وتظهر مخالفتكم لي ونكوصكم عن امتثال أمري بما أقوله الآن.

(فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر): فإذا أوجبت عليكم قتلهم وقتالهم وجهادهم في أيام الصيف اعتذرتم[إلي](2) و:

(قلتم: هذه حمارة القيظ): الحمارة بتشديد الراء هي: شدة الحر وأعظمه.

(أمهلنا): اجعل لنا مهلة.

(حتى يسبخ عنا الحر): بسين منقوطة بثلاث من أسفل، وبباء بواحدة من أسفل، وبخاء بواحدة من أعلى، والباء مضاعفة، وسبخ الحر إذا فتر.

(وإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الشتاء): التي يكثر بردها.

(قلتم: هذه صبارة القر): معظم البرد، بصاد مهملة، والراء مشددة.

(أمهلنا): اجعل لنا مهلة غايتها.

(حتى ينسلخ عنا البرد): يزول ويقلع(3).

سؤال؛ لم قال في الحر: حتى يسبخ أي يفتر، وقال في البرد: حتى ينسلخ، وكل واحد منهما مانع على زعمهم في الاعتذار؟

وجوابه؛ هو أنه يحمل(4) أن يكون البرد في بلادهم شديدا، وإذا كان الأمر كما قلناه فالغزو لا يمكن في أيام الشتاء، حتى ينسلخ البرد ويزول بالكلية، بخلاف الحر فإن قليله لا يمنع من الغزو وإنما يمنع كثيره، فلهذا قالوا: حتى يسبخ أي يفتر عنا الحر، فلهذا قال في البرد: [حتى](5) ينسلخ أي يزول، وفي الحر [حتى](6) يسبخ أي يفتر، وإن لم يزل بالكلية.

(كل هذا): الإشارة إلى هذا الجنس من الاعتذار الذي لا يعذر صاحبه، يفعلونه.

(فرارا): أي من أجل الفرار، وانتصابه على المفعول له.

صفحہ 288