116

دیباج ودی

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

اصناف

بلاغت

وثانيهما: أن ظاهر كلامه دال على أن خلق السماوات إنما كان من البحر الموصوف حاله، وليس مناقضا ها هنا لما قاله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}[فصلت:11]، لأنه يجوز أن يكون البحر بعد ما رمى بالزبد وعب صار دخانا، لكنه لم يتعرض لذكره عليه السلام، واكتفى بما ذكره من صفة أحواله، فلا يكون ظاهره مناقضا لما في الآية.

سؤال؛ أليس قد قال تعالى في سورة والنازعات بعد ذكره لخلق السماء: {والأرض بعد ذلك دحاها}[النازعات:30]، وهذا يدل على أن خلق الأرض بعد خلق السماء خلاف ما قررتموه؟

وجوابه؛ أنه يجوز أنه تعالى خلق كرة الأرض أولا ثم أنه خلق السماء بعد ذلك، ثم بعد خلقه للسماء وتكوينها أقبل على دحو(1) الأرض وبسطها، كما قال: {والأرض بعد ذلك دحاها}[النازعات:30]، وعلى هذا لا تناقض فيه.

(جعل سفلاهن): وهي التي تلينا جعلها.

(موجا): من موج البحر.

(مكفوفا): عن الحركة والهبوط إلى أسفل لما فيه من الثقل.

(وعلياهن سقفا محفوظا): والعليا منهن كالسقف لما تحته محفوظا محروسا عن تخطف الشياطين في استراق السمع.

(وسمكا(2) مرفوعا): والسمك: الرفع على الأرض وعلى ما تحته من السماوات، ثم من القدرة الباهرة والإحكام البديع مع الانبساط الكلي جعلها.

(بغير عمد): من غير عماد وهو ما يعتمد عليه من عود وحجر.

(يدعمها): يكون دعامة له فيستقر عليه كما في مصنوعات الخلق، فإن أقل قليله مفتقر إلى الدعامة ليستقر عليها.

صفحہ 121