الفصل الخامس
السفر إلى أمريكا (1971-1975م)
سمعت نصيحة رئيس الجامعة بأن أقبل دعوة إسماعيل الفاروقي لمزاملته في التدريس في جامعة تمبل بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا؛ لأنه قد لا يستطيع حمايتي، بعد أن انتقل إسماعيل من جامعة سيراكوز
syracuse
إلى جامعة تمبل. واستعددت للرحيل، زوجتي وأنا وطفلي حازم وعمره حوالي ستة أشهر؛ إذ كان السفر أول سبتمبر، وهو موعد بداية الدراسة في الجامعات الأمريكية. أرسلت الجامعة لي تذكرة السفر، واقترضت من زوج أختي الكبرى سيد حامد ثمن تذكرة زوجتي حوالي ألف دولار، وكان الدولار وقتئذ بأربعين قرشا أو أقل. وكان مرتبي حوالي ألف دولار، وأرسل إلى أسرتي جزءا. وكانت الجامعة قد حجزت لي سكنا بيورك تاون
York Town . وهو سكن لطلاب الدراسات العليا، وكان في البدروم على الشارع رقم 13 الذي أعبر لكي أكون بالجامعة. بعدها بأشهر قليلة انتقلت إلى سكن آخر في المواجهة للأساتذة في كوني هول
Coony Hall
بالدور الأول، شقة فسيحة بغرفتين مع حائط زجاجي يطل على الحديقة في فناء المنزل، وركب فيه المدير شواية لحفل تعارف كل نهاية أسبوع، وكان هو من تعرف على طالبة كندية تذهب معه إلى غرفته بعد حفل الشواء والبيرة. كانت زوجتي فريدة وابني حازم معي، وكنت أتعرف على الشباب والشابات في الحفل. وكان حازم يمسك شعر الفتيات المستلقيات على الحشيش، وكانت فرصة للتعارف أكثر، وكان ينتظرني خلف الزجاج، ويهلل ويخبط بيديه وقدميه عندما يراني قادما، وأدخل فيشتكي لي أمه، فاستجيب له وأقول: ضربتك أنا عارف حتى يكف عن البكاء.
وجامعة تمبل في فيلادلفيا في وسط الحي «الأسود». وكان إسماعيل الفاروقي حريصا أن يجعل دروسه للطلبة المسلمين في الجامعة مع لقاءات لهم حرة في مركز النشاط الطلابي
Student Activity Center
نامعلوم صفحہ