كما أن هناك إشارات واضحة إلى عناية المؤرخين المتقدمين بذكر أمراء بلد بعينه مثل «أمراء البصرة» و «أمراء المدينة» ، و «أمراء مكة» ، كلها لعمر بن شبة ، و «ولاة الكوفة» للهيثم بن عدي ، ونحوها (1). ونذكر من ذلك الكتاب المهم الذي ألفه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي المتوفى سنة 300 ه (2):
«تاريخ ولاة خراسان» وهو من التواريخ المتقدمة. وأول كتاب وصل إلينا هو «تاريخ واسط» لأسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل المتوفى سنة 292 ه حيث يمثل نموذجا لتواريخ المدن فيما بعد ، فقد ذكر المكان الذي بنيت فيه واسط وهي منطقة «كسكر» ، ثم اختيار الحجاج لها ، وشيئا من قدسيتها ، وذكر ولاة عمر بن الخطاب كسكر ، ثم ذكر واسط القصب ، والسلسلة التي كانت بنهر دجلة عند موضع واسط لأخذ الضرائب على السفن المارة. ثم تناول مدينة واسط من حيث تسميتها ، وفضلها ، وبنائها ، ومن عدها من العلماء ضمن الأمصار ، ثم من رغب في السكنى بها. وانتقل بحشل بعد هذه المقدمة التي استغرقت قرابة عشر صفحات إلى تسمية من سكن واسطا وروى بها مبتدءا بتسمية القرن الأول القادمين مدينة واسط من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خدمه ورآه ونقل حديثه وسمع كلامه ، فذكر منهم أنس بن مالك ، ونافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بن مالك ، وأبا الغادية. ومن النساء : سمراء بنت نهيك وأم مالك البهزية ، وأم عاصم ، وأم عياش.
صفحہ 32