الجزء الثاني
أخبرتنا الشيخة نور العين لامعة ضوء الصباح بنت المبارك بن كامل الخفاف قالت: أخبرنا الشيخ الحافظ أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الطهراني أنبأنا أبو محمد بن أحمد بن يوه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن اللبناني أنبأنا أبو بكر عبد الله.
١٣٦ - عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، أخبرني رجل من بني شيبان،: أن علي بن أبي طالب خطب، فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق، ليزيح به علتكم، وليوقظ به غفلتكم، واعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت، وموقوفون على أعمالكم، ومجزون بها، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، فإنها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء معروفة، وبالغدر موصوفة، وكل ما فيها إلى زوال، وهي بين أهلها دول وسجال لا تدوم أحوالها، ولن يسلم من شرها نزالها بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور، أحوال مختلفة، وتارات متفرقة، العيش فيها مذموم، والرخاء فيها لا يدوم، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها، وتقصمهم بحمامها، وكل حتفه فيها، وحظه منها موفور، واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى، ممن كان أطول منكم أعمارًا، وأشد منكم بطشًا، وأعمر ديارًا وأبعد آثارًا، فأصبحت أصواتهم هامدة، خامدة من بعد طول تقلبها، وأجسادهم منها بالية، وديارهم خالية، وآثارهم عافية، ⦗٧٤⦘ واستبدلوا بالقصور المشيدة، والسرر والنمارق الممهدة، الصخور والأحجار المسندة في القبور اللاطئة الملحدة التي قد بني بالخراب فناؤها، وشيد بالتراب بناؤها، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب بين أهل عمار موحشين، وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون بتواصل الجيران، والإخوان، على ما بينهم من قرب الجوار، ودنو الدار، وكيف يكون بينهم تواصل، وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتًا، وبعد غضارة العيش رفاتًا، فجع بهم الأحباب، وسكنوا التراب، وظعنوا فليس لهم إياب، هيهات هيهات ﴿كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ [المؤمنون: ١٠٠] وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار الموت، وإن تمننتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور، وتبعثرت القبور، وحصل ما في الصدور، ووقفتم للتحصل بين يدي الملك الجليل، فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب، وهتكت عنكم الحجب والأستار، وظهرت منكم العيوب والأسرار، هناك تجزى كل نفس ما كسبت، يقول الله: ﴿ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى﴾ . [النجم: ٣١] . ﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدًا﴾ . [الكهف: ٤٩] جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه، متبعين لأوليائه، حتى يحلنا وإياكم دار المقامة من فضله، إنه حميد مجيد.
أخبرتنا الشيخة نور العين لامعة ضوء الصباح بنت المبارك بن كامل الخفاف قالت: أخبرنا الشيخ الحافظ أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الطهراني أنبأنا أبو محمد بن أحمد بن يوه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن اللبناني أنبأنا أبو بكر عبد الله.
١٣٦ - عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، أخبرني رجل من بني شيبان،: أن علي بن أبي طالب خطب، فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق، ليزيح به علتكم، وليوقظ به غفلتكم، واعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت، وموقوفون على أعمالكم، ومجزون بها، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، فإنها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء معروفة، وبالغدر موصوفة، وكل ما فيها إلى زوال، وهي بين أهلها دول وسجال لا تدوم أحوالها، ولن يسلم من شرها نزالها بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور، أحوال مختلفة، وتارات متفرقة، العيش فيها مذموم، والرخاء فيها لا يدوم، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها، وتقصمهم بحمامها، وكل حتفه فيها، وحظه منها موفور، واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى، ممن كان أطول منكم أعمارًا، وأشد منكم بطشًا، وأعمر ديارًا وأبعد آثارًا، فأصبحت أصواتهم هامدة، خامدة من بعد طول تقلبها، وأجسادهم منها بالية، وديارهم خالية، وآثارهم عافية، ⦗٧٤⦘ واستبدلوا بالقصور المشيدة، والسرر والنمارق الممهدة، الصخور والأحجار المسندة في القبور اللاطئة الملحدة التي قد بني بالخراب فناؤها، وشيد بالتراب بناؤها، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب بين أهل عمار موحشين، وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون بتواصل الجيران، والإخوان، على ما بينهم من قرب الجوار، ودنو الدار، وكيف يكون بينهم تواصل، وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتًا، وبعد غضارة العيش رفاتًا، فجع بهم الأحباب، وسكنوا التراب، وظعنوا فليس لهم إياب، هيهات هيهات ﴿كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾ [المؤمنون: ١٠٠] وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار الموت، وإن تمننتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور، وتبعثرت القبور، وحصل ما في الصدور، ووقفتم للتحصل بين يدي الملك الجليل، فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب، وهتكت عنكم الحجب والأستار، وظهرت منكم العيوب والأسرار، هناك تجزى كل نفس ما كسبت، يقول الله: ﴿ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى﴾ . [النجم: ٣١] . ﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدًا﴾ . [الكهف: ٤٩] جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه، متبعين لأوليائه، حتى يحلنا وإياكم دار المقامة من فضله، إنه حميد مجيد.
1 / 73