١١٨ - حدثنا الحكم بن موسى، أخبرنا الخليل بن أبي الخليل، عن صالح بن أبي شعيب، قال: أوحى الله ﷿ إلى عيسى بن مريم:
أنزلني من نفسك كهمك، واجعلني ذخرًا لك في معادك، وتقرب إلي بالنوافل أدنك، وتوكل علي أكفك، ولا تول غيري فأخذلك، اصبر على البلاء، وارض بالقضاء، وكن كمسرتي فيك، فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى، وكن مني قريبًا، وأحيي ذكري بلسانك، وليكن ودي في قلبك، تيقظ لي في ساعات الغفلة، وكن لي راهبًا راغبًا إلي أمت قلبك بالخشية، راع الليل لتجزى مسرتي، وأظمئ لي نهارك ليومك الذي عندي، نافس في الخيرات جهدك، وكن في الخليقة بعدلي، واحكم فيها بنصيحتي، فقد أنزلت عليك شفاء وساوس الصدر من مرض ⦗٦٥⦘ الشيطان، وجلاء الأبصار، وعشاء الكلال، ولا تكن حلسًا، كأنك مقبور، وأنت حي تتنفس، بحق أقول لك ما آمنت بي الخليقة إلا خشعت لي، ولا أخشعت لي إلا رجت ثوابي، أشهدك أنها آمنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي، أكحل عينك بملول الحزن، إذا ضحك البطالون، احذر ما هو آت من أمر الميعاد من الزلازل، والأهوال، والشدائد، حيث لا ينفع مال، ولا أهل، ولا ولد، ابك على نفسك أيام الحياة، بكاء من قد ودع الأهل، وقلى الدنيا، واترك اللذات لأهلها، وارفع رغبتك عند إلهك، وكن على ذلك محتسبًا صابرًا، طوبى لك إن نالك ما وعدت الصابرين، ترج من الدنيا يومًا بيوم، وارض منها بالبلغة وليكفك منها الخشن، ذق مذاقة ما قد ذهب منك أين طعمه، وما لم يأتك أين لذاته، لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي الصالحين لذاب قلبك وزهقت نفسك اشتياقًا إليه.
1 / 64