١١٥ - حدثني علي بن أبي مريم، عن زهير بن عباد، أخبرنا داود بن هلال النصيبي، قال: مكتوب في في صحف إبراهيم ﵇: يا دنيا ما أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم، وتزينت لهم، إني قد قذفت في قلوبهم بغضك، والصدود عنك، ما خلقت خلقًا أهون علي منك، كل شأنك صغير، وإلى الفناء تصيرين، قضيت عليك يوم خلقت الخلائق أن لا تدومي لأحد، ولا يدوم لك أحد، وإن بخل بك صاحبك، وشح عليك، طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على الرضا، وأطلعوني من ضميرهم على الصدق، والاستقامة، طوبى لهم، ما لهم عندي من الجزاء إذا وفدوا إلي من قبورهم، النور يسعى أمامهم، والملائكة حافون بهم حتى أبلغ بهم ما يرجون من رحمتي.
١١٦ - وحدثني ابن أبي مريم، حدثني زكريا بن يحيى، حدثني أبو العباس الكندي، قال: أهديت إلى صديق لي سكرًا، فكتب إلي: لا تعد ودع الإخاء على حاله حتى نلتقي، وليس في القلوب شيء ثم كتب في أسفل كتابه: ما طالب الدنيا من حلالها وجميلها وحسنها عند الله بالمحمود، ولا بالمغبوط، فكيف يطلبها من أيدي المخلوقين من قذرها ونكدها، بالعسار والمنقصة.
١١٧ - حدثني سليمان بن أبي شيخ، أخبرنا أبو سفيان الحميري أحسبه، عن حصين: لما بعث الله موسى وهارون ﵉ إلى فرعون، قال: ⦗٦٤⦘ لا يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا فإن ناصيته بيدي، ليس ينطق ولا يطرق ولا يتنفس إلا بإذني، ولا يعجبكما ما متع به منها، فإنما هي زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين ولو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا ليعرف فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عما أوتيتما لفعلت، ولكنني أرغب بكما عن ذلك، وأزوي ذلك عنكما، وكذلك أفعل بأوليائي، إني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة، وإني لأجنبهم سلوتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله، عن مبارك العرة، وما ذاك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمًا موفرًا، لم يكلمه الطمع، ولم تنقصه الدنيا بغرورها، إنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع، والخوف والتقوى، تثبت في قلوبهم، فتظهر على أجسادهم، فهي ثيابهم التي يلبسون، ودثارهم الذي يظهرون، وضميرهم الذي يستشعرون، ونجاتهم التي بها يفوزون، ورجاؤهم الذي إياه يأملوان، ومجدهم الذي به يفخرون، وسيماهم التي بها يعرفون، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك، ولسانك، واعلم أنه من أخاف لي وليًا فقد بازرني بالمحاربة، ثم أنا الثائر له يوم القيامة.
١١٦ - وحدثني ابن أبي مريم، حدثني زكريا بن يحيى، حدثني أبو العباس الكندي، قال: أهديت إلى صديق لي سكرًا، فكتب إلي: لا تعد ودع الإخاء على حاله حتى نلتقي، وليس في القلوب شيء ثم كتب في أسفل كتابه: ما طالب الدنيا من حلالها وجميلها وحسنها عند الله بالمحمود، ولا بالمغبوط، فكيف يطلبها من أيدي المخلوقين من قذرها ونكدها، بالعسار والمنقصة.
١١٧ - حدثني سليمان بن أبي شيخ، أخبرنا أبو سفيان الحميري أحسبه، عن حصين: لما بعث الله موسى وهارون ﵉ إلى فرعون، قال: ⦗٦٤⦘ لا يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا فإن ناصيته بيدي، ليس ينطق ولا يطرق ولا يتنفس إلا بإذني، ولا يعجبكما ما متع به منها، فإنما هي زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين ولو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا ليعرف فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عما أوتيتما لفعلت، ولكنني أرغب بكما عن ذلك، وأزوي ذلك عنكما، وكذلك أفعل بأوليائي، إني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة، وإني لأجنبهم سلوتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله، عن مبارك العرة، وما ذاك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمًا موفرًا، لم يكلمه الطمع، ولم تنقصه الدنيا بغرورها، إنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع، والخوف والتقوى، تثبت في قلوبهم، فتظهر على أجسادهم، فهي ثيابهم التي يلبسون، ودثارهم الذي يظهرون، وضميرهم الذي يستشعرون، ونجاتهم التي بها يفوزون، ورجاؤهم الذي إياه يأملوان، ومجدهم الذي به يفخرون، وسيماهم التي بها يعرفون، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك، ولسانك، واعلم أنه من أخاف لي وليًا فقد بازرني بالمحاربة، ثم أنا الثائر له يوم القيامة.
1 / 63