37

قال: وما ذاك؟

قال: لا تأخذ الأموال إلا بحلها، ولا تضعها إلا في أهلها.

قال: ومن يقوى على ذلك؟

قال: من قلده الله من أمر الرعية ما قلدك.

قال: عظني يا أبا حازم؟

قال: إن هذا الأمر لم يصل إليك إلا بموت من كان قبلك وهو خارج عن يدك مثل ما صار إليك.

قال: يا أبا حازم: أشر علي؟

قال: إنما أنت سوق فما نفق عندك حمل إليك من خير أو شر، فاختر لنفسك أيهما شئت.

قال: فما لك لا تأتينا يا أبا حازم؟

قال: وما أصنع بإتيانك يا أمير المؤمنين؟

إن أدنيتني فتنتني، وإن أقصيتني أحزنتني، وليس عندي ما أخافك عليه، ولا عندك ما أرجوك له؟!

قال: فارفع حوائجك إلينا؟

قال: قد رفعتها إلى من هو أقدر عليها منك، فما أعطاني منها قبلت وما منعني منها رضيت.

* وقرأت على أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد السمار:

أخبركم محمد بن العباس:

حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري:

صفحہ 173