فنهض حتى بات بخيوان(1)، ثم نهض اليوم الثاني إلى عيان(2) فأقام هنالك أياما يكتب الكتائب، ويعقد الألوية، ويؤمر الأمراء، ثم نهض حتى بات بالحيط من العمشية، فوصلته رسل أهل صعدة من أهل المدينة وكبار المالكيين والربيعيين فأعطاهم الأمان على بلادهم وأموالهم، وتكلم معهم كلاما بليغا يقول فيه: إنا لم نصل البلاد لتكبر ولا لتجبر بل نبحث على هذا الأمر الذي دخلتم فيه فإن كان أمرا واجبا لم نمل عنه، فإن لم يكن كذلك فإرادتنا من الكل القيام معناوالتشمير في الجهاد في سبيل الله ومنابذة هؤلاء الكفار الذين تعدو ا حدود الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله إلى غير ذلك من الكلام. فانصرفوا راضين.
ثم نهض في أعقاب الليل على التعبئة التي كانت في عيان فكان عمه الأمير ذو الشرفين مقدمة عسكره، وتتالت الأمراء بعده على كتائبهم وكان هو في الساقة، فلم يلقه أحد من أهل صعدة ونواحيها إلا بالسمع والطاعة، إلى أن ضرب خيامه وفساطيطه قبلي مدينة صعدة، فبايعه أهل البلاد أجمعون، وقدم عليه سلاطين أملح، ومشائخ وائلة، ودهمه من برط، ومخلاف شاكر فبايعوا ودخلوا في الطاعة فولى عليهم واليا وانصرفوا به إلى بلادهم.
ووصلت شيوخ نجران، وكبارهم من بني الحارث، ويام، ووادعة، وشاكر فبايعوا، وسمعوا، وأطاعوا وولى عليهم القاضي محمد بن عمرو بن علي بن أحمد بن عمران بن الفضل اليامي، وجعل أمر صعدة ولايتها وجميع أعمالها إلى القاضي نظام الدين علي بن زيدان الطائي.
صفحہ 180