وقد كان الأمراء أهل قطابر بايعوا الأمير الناصر لدين الله ووصل منهم الأمير تاج الدين أحمد بن محمد(1) إلى ظفار برأي والده الأمير الكبير شيخ آل الرسول محمد بن أحمد(2) بعد عقد الحسبة في هجرة قطابر للأمير الناصر لدين الله محمد بن عبد الله وكان العاقد للأمير، بدر الدين محمد بن أحمد والشريف علي بن الحسين بن الهادي(3)، والأمير تاج الدين محمد بن أحمد، والأمير جعفر بن الحسين بن داود الحسني الحمزي(4)، والأمير الفضل بن علي بن المطهر(5) العلوي العباسي، والفقيه عمران بن الحسن بن ناصر الشتوي العذري، وقبض له ذلك الفقيه الفاضل العالم الورع الزاهد بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع(6) قبض البيعة بصعدة على جميع الشرفاء والأمراء والعلماء والمسلمين للأمير الناصر، وكذلك بحوث، وحضر هذه الوقائع بشوابة ووصلت كتب الأمير الناصر من كنن بإقراره على عمله في وقت والده المنصور بالله -عليه السلام- فانصرف إلى صعدة فلم يصل إلا والداعي قد بويع له وأجمع أهل مصره على البيعة له ونكثوا الأيمان الأولى.
هكذا قال مصنف سيرة الناصر(1) وقد نقلت منها بألفاظها هذه النبذة قال: ودخل الأمير تاج الدين في بيعة الداعي، وكاتبهم أهل الخلاف في الجوف، وغيرهم من أطراف البلاد، فلما اشتدت الحرب على الأمير الناصر لدين الله في جبل كنن، واجتمعت العجم، تجهز الأمير ذو الشرفين يحيى بن حمزة من ظفار المحروس في مائة فارس من صناديد الشرف الحمزيين، والجواسر الموسويين والعلويين ممن بحصن كوكبان، وكانت طريقه على ضد الحيمة، إلى أن استقر في شق جبل ضوران وكانت فيه رتبة الأمير الناصر، فيها قوم من الهمدانيين والجنبيين(2)، فوقعت بين الغز والعشائر التي حولي الجبل عمولة(3) في الرتبة، فطلعوا عليهم في الليل فما شعروا إلا وهم معهم، فركبوا، ووقع بينهم القتال في رأس الجبل، فطردوهم منه وأخذوا غوامرهم وسلاحهم، وقتل منهم نيف وعشرين رجلا، فيهم جماعة من الغز، وانكسرت شوكتهم بعد ذلك، فرجعوا إلى الطاعة وهم قوم يقال لهم بكيل، ودفعوا أموالا عظيمة، فلما استقر الأمير عماد الدين هناك أغارت خيله وأخذوا قرى جهران جميعها(4).
صفحہ 172