وفي الخميس(1) ما لفظه: وفي سنة أربع وخمسين وستمائة كان ظهور النار بمدينة النبي وكانت من الآيات الكبار التي أنذر بها النبي بين يدي الساعة، وتواتر شأن هذه النار.
ولفظ البخاري: ((تخرج نار من أرض الحجاز تضيئ لها أعناق الإبل ببصرى))(2) ولا إشكال في أن المدينة حجازية وتقدمها زلازل مهولة، وكان ابتداء الزلزلة بالمدينة المشرفة مستهل جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وستمائة، واشتدت في يوم الثلاثاء على ما حكاه القسطلاني(3)، وظهرت ظهورا عظيما اشترك في إدراكها الخاص والعام، ثم لما كان ليلة الأربعاء ثالث الشهر أو رابعه في الثلث الأخير من الليل حدث بالمدينة زلزلة عظيمة أشفق الناس منها وانزعجت القلوب لهيبتها، واستمرت إلى يوم الجمعة، ولها دوي أعظم من دوي الرعد فتموج الأرض وتتحرك الجدرات.
صفحہ 344