245

وكان الأمير الكبير أخو الإمام وابن عمه في مركز هنالك. ثم عاد القوم إلى محطتهم، فلبثوا أياما ، ثم نهضوا إلى البون الأعلى وكان في البلاد ثمرة صالحة، وخصب عظيم، ثم أن أمير المؤمنين -عليه السلام- قرب من صنعاء واجتمعت معه القبائل وحصر من فيها، فلما علم أسد الدين بذلك لم يلبث أن نهض قافلا إلى صنعاء. ثم ان الأمير شمس الدين ومن معه من أصحابه عظم عليهم الأمر واضطربوا، فلم يرو إلا الطلوع إلى الظاهر واستدراج من أمكن من الناس، وقد كان أسد الدين ترك معهم مملوكا في خيل من خيله يسمى العماد تركيا، فلما استقلوا في ظاهر آل يزيد شرد منهم(1) [415] الأكثر من أهل البلاد، ولم يخالطوهم، فلم يلبثوا أن ساروا حتى حطوا في الظاهر الأعلى، ظاهر بني صريم في يشيع(2)، فوصل إليهم جماعة من أهل البلاد بتلطف وقد منوهم بأشياء على وجه المخادعة، ثم نهضوا إلى طلع غفر من ظاهر بني صريم(3).

صفحہ 332