قصة غدر أسد الدين:
قد ذكرنا فيما سبق أنه رجع من ذمار إلى صنعاء علىكراهة من الإمام -عليه السلام- لذلك، وكان كلامه يختلف فتارة يظهر الخروج إلى تهامة، وتارة يقول: إنه لم يوفر عليه قيمة حصنه.
وقد كان حط في المنظر واضطرب أهل صنعاء من قرب السلطان وكثر الفساد على ا لإمام -عليه السلام- ممن كان معه من الأمراء الحمزيين وغيرهم، فلم ير الإمام -عليه السلام- إلا الخروج إلى سناع لقطع مادة الفساد ويحفظ المسلمين ويكون له فئة ينصرونه من أهل تلك النواحي، ثم دخل أسد الدين صنعاء وأقام بها إلى أن وصل السلطان إلى بلاد سنحان إلى موضع يسمى الفقة، فلم ير الإمام -عليه السلام- إلا النهوض من سناع، وكان من خلاف الليث ما كان، فحط الإمام في بيت رجال(1)، ثم نهض السلطان وقابلة أسد الدين من فوق حتى أخرب هجرة سناع ورام خراب مسجدها فمنعه الله من ذلك.
وانتقل الإمام -عليه السلام- إلى موضع يسمى رهقة شرقي بيت ردم، فأقام هنالك في قلة من الناصر وعسر من النفاق وتمحيص إلا أن الله تعالى قيض في تلك الأيام استفتاح بيت ريام(2) فجبر ما انثلم في [تلك](3) الناحية وقصة أخذه طويلة(4).
صفحہ 328