فتح براش صنعاء:
كان هذا الحصن رأس الحصون في أرض اليمن ومدينته صنعاء قصبة اليمن وهو على ثلاثة أميال من صنعاء إلى ناحية المشرق أو نحو ذلك متصل بجبل نقم، والسبب في ذلك أن صاحب براش أسد الدين محمد بن حسن بن علي بن رسول، لما عظم عليه الأمر وطال الحرب، بالغ في صلح بينه وبين الإمام -عليه السلام- فلم يساعده -عليه السلام- للعقد الذي بينه وبين السلطان، فلما[409] آيس من هذا الوجه طلب بيع براش بثمن معلوم، إذ لم يكن وقع بين الإمام وبين السلطان شرط في ذلك بالجملة، وانصرم البيع بخمسمائة ألف درهم كلها من الدراهم المهدية التي وزن كل درهم منها ثلثا قفلة بقفلة الإسلام وعشرون ألفا غير الخلع والخيل التي صارت إلى المتوسطين من خدام أسد الدين.
ثم أمر أمير المؤمنين -عليه السلام- إلى بلاد المسلمين من صعدة ونواحيها، إلى نجران، إلى الظاهر وبلاد ذيبان، إلى الجوفين ومأرب، إلى المغارب، من الشرفين وحجورين(1)، إلى المخلافة وبلاد لاعة وحجة وتلك النواحي، إلى بلاد حمير، إلى صنعاء ونواحيها، إلى ذمار وديارها، إلى المقر وبلاد خولان، إلى ألهان وغير ذلك، ففرق هذا الثمن المذكور في هذه البلاد على كل بالغ متمكن أربعة دراهم مهدية أو خمسة دراهم منصورية وجعل في أموال الأيتام والأرامل قسطها دون رؤوسهم، وحكم بوجوب ذلك على جميع المسلمين ولم يظهر من أحد من العلماء خلاف ذلك(2) بل حكموا أن ذلك من أعظم القربات التي يدفع بها عن المسلمين.
وكان تسليم براش سابع عشر شهر رجب سنة خمسين ووجد فيه من المنجنيقات والآلات الحربية مما لم يستثنى بما يقارب بعض الثمن، وأمر الإمام -عليه السلام- بحمل الحبوب إليه من جميع الجهات ونهض -عليه السلام- من الجنات قافلا(3) إلى صنعاء ظافرا مشكورا.
صفحہ 318