وكان الأمير الأجل شجاع الدين يحيى بن الحسن بن حمزة بن سليمان تأخر عن الوصول إلى الإمام -عليه السلام- في أول الأمر لأمر يحاوله فيه صلاح، فلما ظفر به وعلم بعزم السلطان إلى البلاد الشهابية لمحاربة أخويه الأميرين بدر الدين ونور الدين ومن معهما، جمع عسكرا وتقدم إلى الإمام -عليه السلام- إلى حصن ثلا في رجل كثير، نحو من ألف مقاتل فوجه الإمام -عليه السلام- بمن معه، وحشد معه من أمكن من المجاهدين إلى نهج أخويه، وتقدم حتى حط قريبا من محطة السلطان، بموضع يسمى بيت شعيب، بينه وبين محطة السلطان دون الميل. وأخواه كل واحد منهما في محطه وعسكر، والغواير(1) تشن على محطة السلطان، فعلم السلطان حينئذ أنه مغلوب وتفرق عسكره واضطربت أموره، ووقع بينه وبين عسكر الأمير شجاع الدين وقعات(2) في كل واحدة الظفر للمجاهدين.
ولما علم السلطان اجتماع مذحج(3)، وطاعة أهل تلك الجهات للإمام -عليه السلام- عميت عليه الأنباء، وتقطعت الحيل، وبقي بين أمرين، إن ينزل اليمن الأسفل أخذت عليه صنعاء وذمار ونواحيها، وإن يقف أخذ اليمن الأسفل، فأنفذ أميرا من أمرائه إلى جهة ذمار بأموال جليلة لعله يفسد قلوب الناس فلم يلتفت إليه، ولم يلبث أن رجع إلى صنعاء وكان قبل نهوضه بأيام(4).
صفحہ 238