وبقي الأمير أسد الدين في براش، فلما اشتد عليه الأمر راسل الأمير شمس الدين علي أن يصلح بينه وبين الإمام [عليه السلام](1) واتفق الرأي على أن الإمام -عليه السلام- يجهز الأمير أسد الدين إلى اليمن لحرب ابن عمه المظفر فإذا قد صار قريبا[333] من السلطان، أصلح بنو حاتم(2) بينه وبين السلطان، فأتفق الأمر على ذلك بينه وبين الأمير شمس الدين، ولم يشعر الإمام -عليه السلام- بذلك، فقبل الإمام -عليه السلام- أسد الدين وجهزه الإمام -عليه السلام- إلى اليمن، وصار في صحبة الأمير شمس الدين أحمد، وابن علوان وغيره من بني حاتم، والأمير عبدالله بن سليمان بن موسى(3)، فلما صار مقابلا للملك المظفر، سعى بنو حاتم وغيرهم بينهم في الصلح حتى انتظم. ثم أن السلطان جهز مائة فارس إلى صنعاء والزم الأمير أسد الدين الرجوع إليها(4) فساروا إليها، فلما بلغ الإمام -عليه السلام- [ذلك](5) جهز عسكرا إلى نقيل الغابرة(6) يمنعهم من طلوع النقيل، فلم يثبتوا، فخرج الإمام -عليه السلام- من صنعاء إلى سناع(7) بعد أن أخرب قصر الأمير أسد الدين، وقصر أخيه فخر الدين، وترك السيد الحسن بن وهاس الحمزي(1) وأخاه محمد وغيرهما من الأشراف والعرب رتبة في صنعاء، فقصدهم الأمير أسد الدين فأخذهم، وأطلعهم حصن براش. ثم طلع السلطان المظفر إلى صنعاء في ذي الحجة من هذه السنة(2).
صفحہ 87