غزوة شبام الأولى:
وجه الإمام -عليه السلام- الأميرين الكبيرين محمد بن سليمان وأحمد بن محمد بن حاتم في عدة من عيون الأشراف والشيعة وعسكر كثيف من القبائل إلى شبام، وهي مدينة حسنة المنظر مخضرة الربا كثيرة الأنهار فيها الجامع العجيب الذي بناه بني يعفر(1) وهي في الأصل من المدن المشهورة [القديمة](2) وهي لاصقة إلى جبل كوكبان محصنة بالدوائر، وفيها قوم من حمير الحواليين وغيرهم فتقدم المجاهدون آخر الليل وهم فوق الألف المقاتل والخيل قريب من ثلاثين فارسا واجتمع في هذه المدينة من الحصون بكر وكوكبان وحلب وغيرها قريب من ألف مقاتل، وكان القتال على أسوار المدينة ثم لم يلبث المسلمون أن صعدوا عليهم واشتد القتال في غربي المسجد الجامع واستشهد رجل من المسلمين وقتل من أعداء الله جماعة.
وهذه الغزوات في أيام متقاربة وعند ذلك عظم على السلطان عمر الأمر وعلم أن حرب الإمام ليس بالهين فأزمع على الإقبال نحوه [وأمر](3) بقوة الحصون وكان من أعظم ما قواه الخيل والرجال، وجعل حشوة من الملاحدة والباطنية(4) حصن حلب لقربه من ثلا(5).
غزوة حلب:
نهض -عليه السلام- بنفسه وأمربالأهبة للحرب فاستعد المجاهدون، ونشرت الرايات، وسار المسلمون تحت لواء أمير المؤمنين -عليه السلام- واجتمع خلق كثير من الناس، وقد كان أهل حلب استشعروا فجمعوا أحزابهم.
صفحہ 222