اموی دور حکومت شام میں
الدولة الأموية في الشام
اصناف
كان مصعب بطلا، وقد شهد له بذلك عبد الملك نفسه، ولسنا بحاجة إلى إثبات شجاعته، فقد روى الفخري أن عبد الملك قال يوما لجلسائه: من أشجع الناس؟ قالوا: أنت، قال: لا، لكن أشجع الناس من جمع في داره بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين (يعني مصعبا)،
10
ومع هذا كله فلم يستصحب معه القادة الأكفاء أصحاب البصر في الحروب والدربة في قيادة الجند كالمهلب بن أبي صفرة وغيره، فقد ذكر لنا الطبري أنه: أخبر ابن خازم بمسير مصعب إلى عبد الملك فقال: أمعه عمر بن عبيد الله بن معمر؟ قيل: لا، استعمله على فارس. قال: أفمعه المهلب بن أبي صفرة؟ قيل: لا، استعمله على الموصل . قال: أفمعه عباد بن الحصين؟ قيل: لا، استخلفه على البصرة. فقال: وأنا بخراسان:
خذيني فجريني جعار وأبشري
بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره
11
ولم يكن لمصعب علم بالفنون الحربية وإن ربي في بيت شجاعة وفروسية، بينما كان عبد الملك شابا مدربا مارس القتال وشهد المعارك وعرف أبواب الحيلة فيها على أنواعها.
خامسا:
قاد عبد الملك من الشاميين كل قادر على حمل السلاح، وقد أجبر - في بعض الأحيان - على استعمال القسوة مع الذين أرادوا التخلف عن القتال والانزواء في بيوتهم حبا بالعافية والسلامة. فكان له جيش عديد، حتى إنه «لما نظر أصحاب مصعب إلى كثرة جموع عبد الملك تواكلوا وشملهم الرعب.»
12
نامعلوم صفحہ