اموی دور حکومت شام میں
الدولة الأموية في الشام
اصناف
وأن ليس كالتابوت فينا وإن سعت
شبام حواليه ونهد وخارف
وقال المتوكل الليثي:
أبلغ أبا إسحاق (المختار) إن جئته
أني بكرسيكم كافر
ذكرنا لك الأسباب التي وفقت المختار في حركته بعض التوفيق، وجعلته يستقل بالكوفة استقلالا لا شائبة عليه، ولقد كان بوسعه - لو أحسن السياسة في هاتيك الربوع - أن يتمتع زمنا طويلا بسيادته وسلطانه، فارتكب سلسلة من الأغلاط الفادحة رمت به من شاهق مجده إلى الحضيض، فقتلت حركته بعد أن كاد يقتطف ثمارها.
اعتمد المختار في دعوته على الفرس بدلا من العرب، فأخذ يقربهم ويسند إليهم المناصب ويبذل لهم في العطاء، وكان ذلك بعد أن اشتد ساعده وعظمت هيبته، فاغتاظ أشراف الكوفة من عمله وأضمروا له السوء، واجتهدوا في إعدامه واغتياله، فكادهم كيدا عظيما بعد أن غمرهم بإحسانه وعمهم بعدله، وطلب قتلة الحسين منهم، فثاروا به ثورتهم المشهورة والمعروفة بثورة أهل السبيع والكناسة
91
سنة 66ه/685م فأخمدها وضرب عنق كل من شهد مقتل الحسين أو اشترك في التدبير عليه، وقامت طائفة الموالي والعبيد تنتقم من أشراف الكوفة؛ لأن فئة كبيرة منهم آذتهم وعاملتهم - فيما سلف - معاملة قاسية، فاستفاد المختار من عداء طبقة الموالي لطبقة الأشراف، وبعبارة ثانية من عداء العرب الأشراف للفرس الموالي، فجعل يوسع شقة الخلاف بين الطرفين، ويوغر الصدور بالأحقاد لتكون له الطاعة العليا.
قال الدينوري: «... وأكثر من استجاب له - للمختار - همدان وقوم كثير من أبناء العجم الذين كانوا بالكوفة، ففرض لهم معاوية وكانوا يسمون بالحمراء، وكان منهم بالكوفة زهاء عشرين ألفا ... وجمع ألف رجل من الفعلة بالمعاول، وتتبع دور من خرج إلى قتال الحسين بن علي فهدمها وجعل يستقصي من ظفر به منهم، وأمر أن يكون عطاءهم وأموالهم لأبناء العجم الذين كانوا معه ... ومكث المختار يطلب قتلة الحسين وتجبى إليه الأموال من السواد والجبل وأصبهان والري وأذربيجان والجزيرة ثمانية عشر شهرا، وقرب أبناء العجم وفرض لهم ولأولادهم الأعطيات، وقرب مجالسهم وباعد العرب وأقصاهم وحرمهم فغضبوا من ذلك.»
نامعلوم صفحہ