اموی دور حکومت شام میں
الدولة الأموية في الشام
اصناف
في عرفنا هو قيام الحزب العلوي برئاسة الحسين بن علي بن أبي طالب لاسترجاع ما فقده من السلطة في مؤتمر أذرح ونشاطه إلى ذلك نشاطا عظيما.
وأما العامل الثاني:
فهو طمع الزعماء من الصحابة إلى التغلب والسيطرة كعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهما.
وأما العامل الثالث:
فهو نفرة الحجازيين والعراقيين من الأمويين لاحتكارهم أعمال الدولة ومهام الأمور فيها، فلم تكن للحجازي والعراقي يد فعالة في تسيير دفة الأحكام كما كان للشامي، ولا ريب أن انتقال العاصمة من المدينة إلى دمشق جعل زمام الأمور بطبيعة الحال تحت سيطرة النبلاء العرب الشاميين، ثم إن التجاء الزعماء الحجازيين إلى العراق وبثهم الدعوة ضد بني أمية حرك في صدور أبناء الرافدين أسباب الفتن التي أدت إلى المذابح الشائنة والحروب الأهلية بين أبناء الوطن الواحد، ففتك الشامي بالعراقي وأعمل العراقي السيف بالشامي، وإذا تتبعنا مصدر هذه الفتن لتحققنا أن محركها الأكبر هو استثمار الزعماء والأحزاب للعاطفات الدينية في سبيل الوصول إلى غاياتهم السياسية كما سيتبين معنا.
وأما العامل الرابع:
فهو قيام رجال من ولاة الأمويين الذين لجئوا إلى البطش وسياسة الدم والحديد، فنجحوا نجاحا باهرا في توطيد الأمن وتهدئة الثورات - مؤقتا - ولكن لم يكد كابوسهم يرتفع عن الصدور حتى قذفت تلك الصدور نيرانا وحمما. (2) الحزب العلوي ومأساة الحسين بن علي (2-1) لعن يزيد
اعتلى عرش بني أمية في دمشق بعد وفاة معاوية أبو خالد يزيد بن معاوية، وكان ذلك سنة ستين للهجرة (679م)، وهو شاب يلعنه معظم المؤرخين، فيتعرضون له بالسب والشتيمة والتكفير، وهم - حسبما رأيت - فئتان: فئة تقيم عليه النكير، لأن في أيامه قتل الحسين بن علي سليل العترة النبوية وحفيد الشجرة الهاشمية، ولأنه أمر بغزو الكعبة حينما التجأ إليها ابن الزبير في ثورته المشهورة، فاجترأ على أكبر مؤسسة إسلامية يحج إليها المسلمون، وفئة تصب جام غضبها عليه لسوء سيرته الشخصية وتمتعه بملاذ الحياة الدنيا، فتقول: إنه تعاطى كئوس الراح ولبس الحرير ولاعب الحيوانات الأليفة كالقردة، واستهوته أسباب المدنية البيزنطية فجد في أثرها، وروى الشعر واسترسل في التشبيب والغزل:
أما الفئة الأولى:
فهي مخطئة في اعتقادنا؛ لأنها ترجع أسباب الحادثات إلى الملوك، وترى أنهم هم الذين يكونون مجاري التاريخ، وما التاريخ إلا سلسلة حركات متصلة لا بد أن تعمل عملها، سواء أكان يزيد مستوليا على العرش أو غير يزيد، وسنفصل لك الأسباب التي دعت إلى مأساة الحسين تفصيلا مسهبا يريك أن لكل حادث سببا، وأن لكل سبب نتيجة هي مرهونة بأوقاتها، وأن اللعنة التي يلعنها المسلمون ليزيد هي ليست من الأهمية على شيء في نظر التاريخ العلمي الذي يستبصر بنور الحياد الصحيح ويترفع عن الحزبية وتعصباتها.
نامعلوم صفحہ