اموی دور حکومت شام میں
الدولة الأموية في الشام
اصناف
ولو أمعنا النظر في سير المفاوضات بين الاثنين لرأينا أن الأشعري لم يكن متأكدا من حق علي بالخلافة، إذ أطلق العنان لعمرو أن يحدثه عن حقوق معاوية في أن يخلف عثمان،
63
هذا لم يكن موضوع المناظرة، ولعمري إن عمرا الداهية أبعد في مفاوضاته كثيرا عما أتوا من أجله، فجعل يرشح رجالا ضعافا للخلافة إلى أن أنهكه، وقر قرارهما على خلع الزعيمين والرجوع إلى الشورى؛ مما أدى إلى النتائج التي وصفناها آنفا، هذا ما نظنه الصحيح من مناقشات مؤتمر أذرح، أما الباقي من الروايات فعليه مسحة من روح التعصب والاختلاف في إثبات الحديث.
معاوية مؤسس الدولة الأموية في الشام
خرج معاوية من هذا المؤتمر خاسرا حقا ليس له، ورابحا عطف الناس، إذ إن عليا لم يعترف بما أقر عليه الحكمان، وهو تخليه عن المركز العظيم الذي تسنمه أعواما عديدة والرجوع إلى الشورى، وإن ظل علي بعد ذلك متمكنا من الحجاز والعراق وغيرهما من الأقطار، فقد بقي معاوية المسيطر على الشام والرجل الذي بدأ يرى فيه العالم الإسلامي الشخصية الكبيرة القادرة على توطيد السلام؛ ولذا نقول: إن مفاوضات مؤتمر أذرح السياسية أدت إلى نتائج عظيمة لم تكن لتأتي عن طريق صفين وغيرها من المعارك التي تسفك فيها الدماء الزكية.
ومما جعل لمعاوية النصيب الأوفر في النجاح إبان المفاوضات هو روح الطاعة التي تحلى بها الشاميون،
64
لكن الفوضى نشبت بين العراقيين حتى قال لهم العباس يوما: «أما ترون رسول معاوية يجيء لا يعلم بما جاء به ويرجع لا يعلم بما رجع به، ولا يسمع لهم (للشاميين) صياح ولا لغط، وأنتم عندي كل يوم تظنون الظنون؟»
65
ويقول ذوو الرأي من العرب: إنه لو مضى علي بمن أطاعه - إذ عصاه من عصاه - فقاتل حتى يظفر أو يهلك لكان ذلك الحزم.
نامعلوم صفحہ