اموی دور حکومت شام میں

انیس زکریا نصولی d. 1357 AH
143

اموی دور حکومت شام میں

الدولة الأموية في الشام

اصناف

ولما رأى الناس كرم خلقه وشدة غيرته على مصالحهم واهتمامه بتثبيت دعائم العدل في مختلف الأقطار راحوا يطمئنون للحكم الأموي، فدخل الأعاجم زرافات ووحدانا في الإسلام حتى قل خراج الدولة، ورمى الثوار والخوارج والعصاة في البلاد سلاحهم وقالوا: لا يجوز قتال الإمام العادل.

توفي عمر بدير سمعان من أعمال حمص مسموما كما أجمع المؤرخون سنة 101ه/719م، ويقال: إن بني أمية هم الذين دبروا له هذه المكيدة؛ لأنه ضيق عليهم ووضع يده على ما اغتصبوه من الأموال والأملاك، فحزنت الأمة عليه ورثاه شعراؤها وأدباؤها كالفرزدق وغيره، قال الفرزدق:

كم من شريعة حق قد شرعت لهم

كانت أميتت وأخرى منك تنتظر

يا لهف نفسي ولهف اللاهفين معي

على العدول التي تغتالها الحفر

لم يبك عمر المسلمون فحسب، بل بكاه المسيحيون من رعيته وأعدائه، قال أحد الأنباط: «أبكي على نور كان في الأرض فطفئ»، وقال أحد كبار البيزنطيين: «إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا وترهب وتعبد، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب.»

62

نهج بعض الخلفاء من أمويين وعباسيين منهج عمر؛ لأنه أصبح المثل الأعلى في العدل عندهم، وقد اشتهر من بني أمية بعد هشام بن عبد الملك، فراقب أمور الدولة مراقبة شديدة، ووضع العيون والأرصاد في سائر الأمصار، فأحصى أعمال ولاته وحفظ أقوالهم وأخبارهم، قال ابن قتيبة مبالغا: «فلا خبر يكون ولا قصة تحدث في مشرق الأرض ولا مغربها إلا وهو يتحدث به في الشام وينظر فيه هشام، وقد أقصر نفسه على هذه الحال وحببت إليه هذه الأفعال، فكانت أيامه عند الناس أحمد أيام.»

63

نامعلوم صفحہ