وفتحت باب الغرفة المختبئ بها باسي.
ثم أوصدت الباب وراءها ... فشعرت بيدين قد ضمتها وسمعت صوتا ضعيفا يقول لها بمنتهى الحنان: لا تخشي يا سيدتي، فإني أحميك من كل من كان على الأرض.
وكادت الفتاة أن تصيح صياح الرعب، لكن معظم خوفها كان من زوجها فلم تصح، غير أنها أفلتت مرعوبة من يدي الشاب، وسمعت المسيو دي مونسورو يضرب الأرض برجله من الغيظ منذرا متوعدا ... ثم فتح الباب بعنف وخرج منه مغضبا لاعنا.
فاطمأنت الفتاة عندما سمعت وقع أقدامه على السلم وعادت إلى باسي، فقالت منكرة مستغربة: وأنت يا سيدي، كيف أتيت إلى هنا؟ ومن أنت؟
ففتح باسي الباب لينفذ النور وجثا على ركبتيه أمام ديانا، فقال: أنا هو ذلك الرجل الذي أنقذت حياته من الموت، فكيف تنكرين قدومي؟ بل كيف يخطر في بالك أني أسيء النية لك بعد هذا؟
فضمت الفتاة يديها إلى بعضهما وقد رأت من خلال النور ذلك الوجه الصبوح الشريف، فقالت: هذا أنت يا سيدي، ألعلك سمعت حديثنا؟ - نعم، فوا أسفاه! - من أنت؟ وكيف تدعى؟ - أنا الكونت دي باسي ...
فبرقت أسرة وجه الفتاة بشعاع الفرح، وقالت: أنت هو باسي الشجاع النبيل. ثم صاحت بجرتريدة تقول: لم أعد أخاف أمرا، فإني سأضع شرفي تحت حماية أنبل رجال فرنسا.
وبعد ذلك أخذت يد باسي بيديها وقالت له: قم يا سيدي، لقد عرفت من أنت، فيجب أن تعرف من أنا.
الفصل الثاني عشر
ديانا دي ميريدور
نامعلوم صفحہ