فأشار الملك بمنتهى العظمة والازدراء وقال له: اخرج من هنا!
ثم جذب القصبة من يده بمنتهى الحدة، وحاول أن يضربه بها على جنبه ...
فانتصب سانت ليك واقفا وقال: لا يحق لك يا مولاي أن تضربني إلا على الرأس؛ لأني شريف.
فطرح الملك القصبة على الأرض، فأسرع شيكو إلى أخذها وحال بين سانت ليك والملك.
ثم أخذ حنة بيدها إلى جنب زوجها، فوضع القصبة على رأسيهما كما يوضع الإكليل، وقال: لقد ارتكبتما من العصيان في اللوفر كما ارتكب آدم وحواء من قبلكما في الفردوس ... فلتخرجا من هذه الجنة، فلن تعودا إليها أبدا.
ثم همس في أذن سانت ليك يقول: لا تقم ساعة في باريس، بل امتط جوادا، واقطع عشرين مرحلة قبل الصباح.
الفصل التاسع
عودة دي باسي إلى حلمه، وهو يزيد اقتناعا أنه حقيقة
ولنعد الآن إلى الكونت دي باسي الذي تركناه خارجا من اللوفر مع الدوق دانجو، فنقول:
إنه بعد أن سار وإياه إلى أن أوصله إلى قصره، استأذن منه بعد أن شكره لدفاعه عنه وانطلق عائدا إلى منزله، وهو لا يفتكر إلا بذلك الحلم، وكلما أطال الافتكار فيه كلما ازداد يقينا من أن ما مر به من الحوادث لم يكن حلما، وأن تلك الفتاة التي رآها لم تكن خيالا بل حقيقة ثابتة، ومثال جمال فتن لبه وصيره هائما مفتونا.
نامعلوم صفحہ