أسس الأسواق المذكورة قاسم بن عمر الصيد القيرواني من فواضل أوقاف الزاوية الصحابية؛ لأنه كان وكيلا على وقفها؛ وذلك في أواخر القرن الثاني عشر. (16) سوقا الربع والعطارين الصغيران
وهما اللذان على يسار الداخل من السكاجين، بناهما قاسم بن عمر الصيد المذكور من فواضل أوقاف الزاوية الصحابية مع الأسواق التي تقدم ذكرها؛ وذلك في أواخر القرن الثاني عشر من الهجرة. (17) سوق البلاغجية القديم الذي به المواجن
أسسه علي بن حسين باي سنة، وحبست دكاكينه على المدرسة الحسينية نسبة إلى علي بن حسين باي المذكور، وهاته المدرسة محاذية لأحد أبواب السوق، يسكنها الغرباء والفقراء، وقد كسدت بضاعة هذا السوق، وغالب دكاكينه مقفلة بدون كراء، ولئن سوغت فإن الدكان الواحد لا يتجاوز العشرة فرنك لمدة العام، ولو رزق الله جمعة الأوقاف التبصر لجعلت هذا السوق لبيع الخضر بعد إصلاحه وتهذيبه؛ لأن غالبه خرب، ولا شك أن رجال الأوقاف لو طلبوا من الدولة الإذن في جعل هذا السوق العظيم لبيع الخضر لأذنت بذلك؛ لأن القيروان في احتياج إلى سوق مهذب تباع فيه الخضر كسوق الحاضرة وسوسة، وبذلك يحيا هذا السوق ويرتفع كراء دكاكينه وينمو دخل الأوقاف، ولكن من لنا برجال كرجال السلف لا ينامون عن المصالح، ويؤسسون البناءات التي تستلفت نظر المعتبر ، وقد خرب غالبها في هذا العصر الذي حافظت فيه الأمم الأوربية على آثار بلادها، واعتنت بالأماكن العتيقة اعتناء أسلافنا بها، ونحن في سبات عميق وغفلة استحكمت، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاهير عظماء
(1) مقبرة الجناح الأخضر
زينب الخالصية حفيدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
توفيت بالقيروان لما قدم أبوها عبد الله بن عمر بن الخطاب في الجيش الذي تحت قيادة معاوية بن حديج؛ وذلك سنة 34ه، وهي السنة التي مات فيها أبو زمعة البلوي كما قدمنا، ودفنت بمقبرة باب سلم، وهي المسمات الآن بمقبرة الجناح الأخضر، وقبرها مشهور يزار، رضي الله تعالى عنها.
شقران الهمداني
هو علي شقران بن علي الهمداني نسبة إلى همدان، كان أستاذ ذي النون المصري، روى عنه سحنون، وكان كفيف البصر مواخيا للبهلول بن راشد، قدم ذو النون المصري القيروان لزيارة شقران، وكان شقران لا يخرج من داره إلا يوم الجمعة، فلما خرج قال له ذو النون: قد جئت من بلد بعيد أطلب الموعظة، فقال له شقران: «كل من كد يمينك، فيما عرق فيه جبينك، ولا تأكل بدينك؛ فإن ضعف يقينك، فاسأل الله يعنك، ولا تشتك من يرحمك إلى من لا يرحمك.» توفي شقران رضي الله عنه سنة 186ه، وقد أناف على السبعين، ودفن بباب سلم بالمقبرة المسمات الآن بالجناح الأخضر، وبجوار قبره سبعون عالما؛ منهم: أبو العرب، وأبو ميسرة إمام الجامع الذي ذكرناه سابقا، وقبر مروان بن العابد، وواصل، رضي الله عنهم. وقبر شقران مشهور يزار، رضي الله عنه.
رباح بن يزيد
نامعلوم صفحہ