============================================================
وقد اطلعت على قصاصات ورق كانت تعطى من قبل أيمة الجوامع أو من المعنيين بالامور الدينية لبعض المسافرين تعين لهم اتجاه القبلة معتمدين على آثار أو افلك ومعظم هذه القصاصات كانت في أوقات قريبة لا تتجاوز آعمارها المئة أو المثة وخمسين سنة أو اقل من ذلك.
لا نعلم بالتحديد أقدم كتاب ألف في هذا العلم، ولكن أقدم ما ذكره ابن النديم في الفهرست (كتاب استقبال القلة (28) للإمام محمد بن ادريس الشافعي (150-204ه/ 767-819م)، وحقيقة الأمر هو ليس كتابا مستقلا وانما هو مبحث من كتاب الام الذي يعنى بالأمور الفقهية في المذهب الشافعى. فإذا اعتبرنا إن هذا الكتاب الأقدم على رأي ابن النديم ؛ فان الإمام مالك (93- 179ه/ 711-795م) في كتاب الموطأ افرد بحثا سماه (كتاب القبلة)(21)، وهو اقرب لفقه الحديث النبوي، وفي الاعم فهما ليسا كتب دلائل قيلة بالمعنى الصيح وإنما هما مباحث فقهية، وحديث نبوي غي بهذا الأمر.
ولكن ينكر لنا ابن النديم كتابا رائدا عني بهذا الشأن عناية علمية هندسية من علم دلائل القيلة لفيلسوف العرب أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي (المتوفى في حدود 260ه/ 873م) في مصنف: (رسالة في استخراج خط تصف للنهار وسعت القبلة)(30)، ويفهم من عنوان (48) ابن النديم: الفهرست ص295.
(29) ابن انس: الإمام مالك الاصبحي (المتوفى: 129ه/ 795م): العوطأ، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد؛ ط1 (القاهرة 2003) ص112.
(20) اين النديم: الفهرست ص 361، الققطى: جمال الدين أبي الحسن علي بسن يوسف (المتوفى: 646ه/ 1248م): تاريخ الكماع من كتاب اغيار الطماء باخيار
صفحہ 56