============================================================
فبدأ الاهتمام بتحديد اتجاه القبلة وللتوجه عمليا لذلك، وكان العطماء يتحفظون من هذا الأمر لما أصابه من أخطاء في تحديد اتجاه القبلة محتى الخلفاء وولاتهم كانوا بأنفسهم يعينون اشخاصا لتحديد اتجاه القبلة في المساجد المهمة، فأول مسجد بني في أصفهان يدعى مسجد خشينان الذي بناه أبو خناس مولى عمر بن الخطاب في خلافة الإمام علي بن أبي طالب (23ق ه 40ه /600- 161م)، كرم الله وجهه، قالوا إن أبا موسى الأشعري (21ق ه- 44ه/ 606- 115م) حدد قبلته ونصب لينة جعلها قبلة(17). وفي سنة (91ه/ 709م) عند تجديد بناء المسجد التبوي في خلافة الوليد بن عبد الملاى، عين عمر بن عبد العزيز (61-01 اه 78- 720م) قائما على تجديد البناء وتحديد القبلة فلما وصل عمر بن عبد العزيز إلى جدار القيلة دعا مشايخ أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالي فقال لهم: (أحضروا ينيان قبلتكم، ولا تقولوا غير عمر بن عبد العزيز قبلتتا، فجعل لا ينزع حجرا الا وضع مكانه حجرا)(18).
واتجه هذا التحديد العملي إلى أن أصبح ذا دراية علمية مع بدلية العصر العباسى فيقول القاضي صاعد بن احمد الأندلسي(19): (.. فلما أدال الله (17) ابن رسته: أبى علي احمد بن عمر (كان حياة 290ه/903م): الأعلاق النفيسة بسلسلة الجغرافية؛ ط1 ابيروت: دار إحياء الترات العربى- 1988م) ص180 (18) المصدر نفسه: ص 72.
(19) هو: صاعد بن احمد بن عبد الرحمن بن صاعد الأندلسي التغلبي، ابو القاسم، ولد منة (420ه/ 029ام)، مؤرخ وبحاث، أصله من قرطبة، وكان قاضى طليطلة له مؤلفات عدة أهمها التعريف بطبتات الأمم، توفي سنة (412ه/ 1070م) ترجعته
صفحہ 52