فالحديد نزل من كواكب السماء بإرادة الله تعالى في الأرض، وليس هو من أصل مادة الأرض الترابية بل ألقى فيها، وأنزل إليها من الكواكب كما تثبت ذلك العلوم الفلكية وعلم طبقات الأرض فقوله تعالى: ( فيه بأس شديد ومنافع للناس ) أي ليعمل الآلات المختلفة المستعمل فيها الحديد وهي أكثر من أن يمكن حصرها - وقوة الدفاع عن النفس وللصيد وعمل العدد والآلات الحربية ضد من يعتدي على نظام الله في الأرض ولتساعد بني الإنسان على كد الحياة واجتياز البحار بأنواع البواخر حربية وتجارية(1) وفي معنى هذا قوله عز من قائل:( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ) وقوله ( وجعل لكم سرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) قال أهل هذا الفن : إن الحديد معدن نفيس من أهم المعادن لا يوجد في جسم الأرض على هيئة الإنفراد كالذهب أو الفضة
(1) فلسفة الإسلام ومدنية القران ج الأول ص 67
أو النحاس ومبدأ استخراجه كان في الغالب من الأحجار التي تتساقط من السماء على سطح الأرض المسماة ( بأحجار نيازيك ) وليس هو نقيا فيها بل مختلط ( بالنيكل ) وغيره، ثم إن تلك الأحجار توجد مغطاة بطبقة سوداء لماعة تشبه الورنيش، وتحتوي على أنواع متعددة من الصخور، أحيانا يتصاعد منها غاز (الإيدروجين ) والمركبات الشهيرة المحتوية على كمية وافرة من هذا المعدن، إلا أكسيد الحديد أي الحديد المغناطيسي .
ثانيا : كربونات الحديد ، ويوجد مركب آخر وهو ( سيسكوي أكسيد الحديد ) وأما كبريتور الحديد فيوجد بكثرة في الأرض، ولكن لا يستعمل لما ينفق في سبيله من العناء والمال والحديد المتصل به رديء .
وأكسيد الحديد المغناطيسي يوجد بكثرة في طبقات الأرض العتيقة، وله أحيانا صفات حسنة وقد يكون جبالا كما في بلاد السويد ونيرويج .
صفحہ 44