202

============================================================

وماء الورد(1).

ثم أخذ الناظم بمدحه- صلى الله عليه وآله وسلم- بشرف أصوله، وشرف مولده؛ فقال:- لا (1) واعلم يا أخي المسلم الحبيب المحب لهذا النبي الكريم أن طيبية ذلك التراب يحتمل أنها باعتبار ما عند الله تعالى، ويحتمل أنها باعتبار ما عند غيره أيضا، لكن لا يدرك ذلك إلا من كشف له الغطاء من الأولياء والصديقين المقربين؛ لأن أحوال القبر من الأمور التي لا يدركها إلا من ذكر، فاندفع بهذا ما قد يقوله القائل: لو كان التراب المذكور من الطيب لزم أن يدرك طيبه كل أحد كالمسك فإنه يدرك طيبه - أي المسك - كل أحد . على أنه لا يلزم من قيام المعنى بمحل إدراك كل أحد لجواز انتفاء شرط أو وجود مانع، وعدم الادراك لا يدل على انتفاء المدرك، ألاترى أن المزكوم لا يدرك راثحة المسك؟ مع أنها قائمة1، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار).

ولاشك أن قبره صلى الله عليه وآله وسلم روضة من رياض الجنة، بل أفضلها. وقدقال أيضأ عليه الصلاة والسلام : ما بين قبري ومتبري روضة من رياض الجنة وكل من القبر والمنبر داخل في حكم ما بينهما، أما القبر: فللخبر العام الذي ذكر، وأما المنبر: فلقوله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الحديث: "ومنبري على حوضيء، والحوض من الجنة، وإذا تقرر كون هذا المكان من الجنة لم يبق عند العاقل المصدق بالشريعة امتراء في أنه لا طيب يعدل طيبه:.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم، أذاقنا الله عرف ذاك الطيب بجاه مولاتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكل من قال: آمين.

398

صفحہ 202