وعن محمد بن الحنفية قال: "من كرمت عليه نفسه، هانت عليه الدنيا"، وقيل لمحمد بن واسع: "إنك لترضى بالدون"، قال: "إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا".
يا خاطب الدنيا إلى نفسها ... تنح عن خطبتها تسلم
إن التي تخطب غرارة ... قريبة العرس من المأتم
وسفلة الهمم هؤلاء هم الذين أخبر عنهم الصادق المصدوق بقوله: "وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر (¬1) له، الذين هم فيكم تبعا، لا يبغون أهلا ولا مالا" (¬2) الحديث، فهو قانع بكونه ذيلا، ومسبوقا، وتابعا، فار من المسئولية وتبعاتها.
ففيهم يقول الشاعر:
شباب قنع لا خير فيهم ... وبورك في الشباب الطامحينا
وهم "الغثاء" الذين أخبر عنهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ("يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل: "ومن قلة نحن يومئذ؟ " قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: "يا رسول الله وما الوهن؟ " قال: "حب الدنيا، وكراهية الوت") (¬3).
وفيهم قال الشاعر:
صفحہ 47