149

العقد الثمین

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

تحقیق کنندہ

محمد بن عبد الله الهبدان

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

پبلشر کا مقام

الرياض

فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا" (١) . فتبين من هذه النصوص أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة للمشرك؛ لأن الله تعالى لا يرتضيه ولا يرضى قوله، فلا يأذن لأحد أن يشفع فيه، إذ هي معلقة بأمرين: رضاه عن المشفوع، وإذنه للشافع. فلا توجد إلا بمجموعهما، وهذه هي التي ننفيها كما نفاها الله تعالى (٢) . وأما الشفاعة المثبتة فهي التي لأهل التوحيد، كما صرح بها القرآن المجيد، وتواترت بها الأحاديث الصحيحة الأسانيد (٣) . وأما كون الطلب لها والسؤال، كفرا مبيحا للدم والمال، فهذا كلام فيه غاية الإجمال، بل هو من المغالطة في المناظرة والجدال، والذي نجزم به وندين هو ما أفصح به النور المبين، وذلك أن الحكم مختلف باختلاف الحال، في صدور السؤال والمقال: فما كان في حياته ﵊ فليس إلى منعه من سبيل، لورود النص فيه والدليل، ولا يلزم على ذلك وقوع المحذور، وحاشا أن يقر أحدا على محظور. فقد سأله الشفاعة من أصحابه جماعة (٤) . ولو كان

(١) رواه الترمذي (٢٤٤١) وأحمد (٦/٢٣) وابن حبان (٢١١) وصححه. (٢) انظر: مدارج السالكين (١/٣٤١) . (٣) انظر: مجموع الفتاوي (١٤/٤١٤) . (٤) من ذلك قول عكاشة بن محصن ﵁ عندما تكلم النبي ﷺ عن السبعين ألفا يدخلون الجنة بلا حساب قال: ادع الله أن يجعلني منهم. والحديث في البخاري ومسلم، وقول أم سليم: يا رسول الله خادمك أنس ادع له. رواه البخاري، وقول المرأة التي كانت تصرع يا رسول الله أدع الله لي، وآخر المر سألته الدعاء بألا تنكشف عند الصرع فدعا لها رواه البخاري.. انظر: الدر النضيد في إخلاص التوحيد ص (٨٤-٤٥) .

1 / 169