148

العقد الثمین

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

تحقیق کنندہ

محمد بن عبد الله الهبدان

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

پبلشر کا مقام

الرياض

هذه الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة: قال ﷻ: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ (الزمر: من الآية ٤٤) وقال تعالى: ﴿مَا لكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ﴾ (السجدة: من الآية ٤) . وقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة: من الآية ٢٥٥) وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لهُ قَوْلًا﴾ (طه:١٠٩) وقال تعالى: ﴿يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ (لنجم: من الآية ٢٦) والآيات كثيرة. وفي الصحيحين عنه في حديث الشفاعة قال: "إني آتي تحت العرش، فأخر لله ساجدا، ويفتح علي بمحامد لا أحصيها الآن، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع، واشفع تشفع، قال: فيحد لي حدا ثم أدخلهم الجنة ثم أعود" (١) فذكر أربع مرات. وضد هذه الشفاعة الشفاعة الشركية التي أثبتها المشركون ونفاها الله تعالى: فقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ (البقرة: من الآية ٤٨) وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ﴾ (البقرة: من الآية ٢٥٤) . وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه" (٢) . وروى الترمذي عن عوف بن مالك قال: قال رسول اله ﷺ: "آتاني آت من عند ربي، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة

(١) رواه البخاري (٤٢٠٦) ومسلم (١٩٣) من حديث مالك ﵁. (٢) رواه البخاري (٩٩) .

1 / 168