العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

علي بن بالي منق d. 992 AH
75

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

ناشر

دار الكتاب العربي - بيروت

مسطورا المولى عطاء الله معلم السلطان الاعظم والخاقان الاكرم السلطان سليم خان بن السلطان سليمان خان

نشأ رحمه الله بقصبة بركي من ولاية ايدين صارفا لرائح عمره في احراز العلوم والمعارف بحيث لا يلويه عن تحصيلها عائق ولا صارف وتشرف بمجالس الافاضل ومحافل الاماثل وقرا على العالم الخطير والسميدع النحرير فخر الزمان علامة الاوان المفتي ابو السعود وهو مدرس بمدرسة داود باشا ثم على الامام الهمام السري القمقام قدوة المدققين اسوة المحققين المولى سعد الله محشي تفسير البيضاوي وهو قاض بقسطنطينة حميت عن البلية ثم صار ملازما بطريق الاعادة من المولى المشتهر باسرافيل زاده ثم درس بلدرم خان بقصبة مدرني بعشرين ثم بالمدرسة الخاتونية بتوقات بخمسة وعشرين ثم صار وظيفته فيها ثلاثين ثم بمدرسة القاضي حسام بقسطنطينية باربعين ثم نقل بخمسين الى مدرسة الوزير الكبير رستم باشا بالمدينة المزبورة وهو اول مدرس بها ثم عين لتعليم السلطان سليم خان وهو يومئذ امير بلواء مغنيسا ولما وصلت نوبة السلطنة الى مخدومه علت كلمته وارتفعت مرتبته واستقام امره واشتعل جمره حيث بالغ في أكرامه وافرط في اعزازه واعظامه وكان يراجعه في الامور المهمة تارة مكاتبة واخرى مشافهة وكان يدعوه الى الدار العامرة ويجتمع به في كل شهر مرتين او مرة ولما انتظم له الحال على ذلك المنوال وورت به زيادة وحصل مراده اشتغل بايثار حواشيه وتقديم متعلقاته وتلاميذه واوصلهم الى المناصب الجليلة في الازمنة القليلة وقدم الصغار على المشايخ الكبار وقد اشرف روض الفضائل بذلك الى الذبول ومال نجم المعارف الى الافول وصغت شمس العلم للغروب وركدت ريحها بعد الهبوب فضج الناس بالتضرع والابتهال الى جناب حضرة المتعال فعاجله سهم المنية قبل حصول الامنية وحل بساحته المنون وساءت به الظنون فاضحى عبرة وعظة للعالمين وكان مثلا وسلفا للآخرين :

من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته

ولا تلين يد الايام صعدتته

وذلك في اوائل صفر من سنة تسع وسبعين وتسعمائة بعد ما مضى من

صفحہ 407