خلعت البنطلون وتمددت غاضبة فوق الأريكة، ارتميت فوقها. استسلمت دون حماس، وقالت لي بعد أن انتهيت: تعرف؟ أنت ما زلت صغيرا.
ارتدت البنطلون من جديد. وعندما خرجت وجدت مزيدا من الحرس الفرنساوي ينتظر عند الباب.
الأحد 3 فبراير
ركب حسن أغا محرم المحتسب بالأبهة الكاملة لإثبات هلال رمضان، وسار أمامه مشايخ الحرف بطبولهم وزمورهم. شق القاهرة كالمعتاد، ومر على قائمقام وأمير الحج وساري عسكر بونابرته، ثم رجع إلى بيت القاضي في بين القصرين، حيث كان الناس متجمعين وأنا بينهم. وأثبتوا هلال رمضان، ثم ركب من هناك بالموكب وأمامه المشاعل الكثيرة والطبول والزمور والمناداة بالصوم، وخلفه عدة خيالة فرنساوية عارية رءوسهم، وشعورهم مرخية على أقفيتهم بشكل بشع.
الإثنين 4 فبراير
اليوم أول أيام الشهر الكريم. بالأمس تناولت السحور مع أستاذي وخليل. وفي الصباح استيقظت متأخرا فلم أذهب إلى المجمع. صليت الظهر وقضيت اليوم مع كتاب تعليم اللغة الفرنسية. ولأن رمضان هذا العام جاء في الشتاء فإن اليوم انقضى بسرعة. وعند المغرب أفطرت مع أستاذي. وخرج لاجتماع الديوان. ثم غادرت المنزل بعد صلاة العشاء. ووجدت الدكاكين مفتوحة. والناس تسير بالفوانيس ذاهبة إلى المساجد أو لزيارة أحبابها والتسلي بالنقول، أو للسهر في القهاوي على أصوات رواة الحكايات. وكانت المساجد مضاءة خارجها بالقناديل.
التقيت مع حنا وعبد الظاهر في المقهى، وكان حنا يرتدي عمامة سوداء. سألته متعجبا: ماذا حدث؟
قال: ألم تسمع بالطومان الفرنسي؟ لقد منعنا من لبس الشيلان الملونة والعمائم البيضاء، وأمر بأن يعود النصارى إلى عادتهم في رمضان، فلا يتجاهرون بالأكل والشرب في الأسواق، ولا يشربون الدخان ولا شيء من ذلك بمرأى من المسلمين.
قلت: يحاولون استجلاب خواطر الرعية أثناء السفر إلى الشام.
قال عبد الظاهر إنه شاهد موكبا متجها إلى العادلية وفيه القاضي، ومصطفى كتخدا الباشا، وأربعة من المعممين هم: الفيومي، والصاوي، والعريشي، والدواخلي.
نامعلوم صفحہ