لاحظت أن أستاذي يذهب في الصباح الباكر كل يوم إلى الديوان. سألته عما يفعلون، فقال إنهم يأتون إلى قصر بونابرته فيستقبلون بالتجلة، ويقدم لهم الشربات والقهوة. ثم يقبل ساري عسكر فيجلس وسطهم على الأريكة، ويناقش القرآن، ويطلب تفسير الآيات الهامة، ويبدي إعجابه بالرسول. ويشكو لهم من المواعظ العدائية التي يلقيها الأئمة في المساجد.
ضحك، ثم قال: مرة طلب من الأزهر أن يصدر فتوى تأمر الناس بأن يحلفوا له يمين الطاعة.
سألته: ووافق الشيوخ؟ - الشرقاوي طالبه بأن يعتنق الإسلام، فقال إن اعتناقه للإسلام هو وجيشه دونه عقبتان؛ مسألة الختان وتحريم الخمر. وتناقش الشيوخ طويلا، ثم طلبوا مهلة للتفكير في الأمر.
الجمعة 18 يناير
سمعت في الجامع أن النبي
صلى الله عليه وسلم
ظهر لبونابرته، وطلب منه أن يجهر بإيمانه بأركان الدين لأنه دين الله. وأنه رد ملتمسا مهلة سنة يعد فيها الجيش لذلك فمنحها له النبي.
السبت 19 يناير
طلبوا جملة من الهجن، ثم رسموا على الأهالي عدة كبيرة من الحمير، وكذلك من البغال؛ فاختفى غالب أصحاب الحمير، وخاف الناس على حميرهم، فامتنع خروج السقائين الذين ينقلون عليها الماء بالقرب، والسقائين الذين ينقلون الماء فوق الجمال، والبراسمية الذين يحملون البرسيم فوق ظهور جمالهم.
السبت 26 يناير
نامعلوم صفحہ