سكتت ثم ابتسمت وأضافت بخبث: لن تحب بقية القصة.
انقبض قلبي. ولم تنتظر حتى أطلبها.
قالت: عندما قدمت القهوة أراق الضابط الجالس إلى جواري قدحا على ثوبي، ثم صعد بي إلى حجرة بجوار الحمام لأنظفه . وكنت ما زلت أدعكه حين أقبل نابليون. وبقينا في الغرفة عدة ساعات قبل أن نعود إلى الضيوف.
سألتها: وماذا حدث خلال تلك الساعات؟
نظرت إلي عابثة، وقالت: ماذا تعتقد؟
شيء في تعبير وجهي جعلها تسترسل بسرعة: حكى لي عن قصة قصيرة كتبها وهو في التاسعة عشرة من عمره عن نبي يدعى حكيم أصيب بالعمى في معركة مع رجال الخليفة، فغطى وجهه بقناع ليخفي عاهته، وزعم للناس أنه لو نزع هذا القناع لغشي سنا نوره بصر من يتطلع إليه. ثم حمل أتباعه على حفر بئر عميقة يقع فيها أعداؤه حين يهاجمونه، فلما حفروه دعاهم إلى وليمة دس لهم فيها السم جميعا وجر جثثهم إلى البئر، ثم أشعل نارا عظيمة وألقى بنفسه فيها. - هذا كل ما جرى في عدة ساعات؟
لم تجب.
قلت: ماذا سيقول زوجك؟
قالت: ألا تعرف أنه مسافر؟ - وإذا عرف عندما يعود؟ - هو يحبني. ثم أضافت بعد هنيهة تفكير: وأنا أيضا أحبه.
نهضت واقفا قائلا: أنت بطالة ومخلوعة.
نامعلوم صفحہ